أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (منى عواد)
التوتر بين الكوريتين يتصاعد ويخيم مجددا على شبه الجزيرة الكورية، فقد افادت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية بأن كوريا الشمالية أعادت تركيب مكبرات الصوت للحرب الإعلامية ضد الجنوب في مناطق حدودية
يعتقد خبراء أنّ تدمير كوريا الشمالية لمكتب الارتباط على الحدود مع جارتها الجنوبية جزء من استفزازات مخططة ترمي إلى إرغام سيول وواشنطن على تقديم تنازلات.
لكن حادثة إرسال المنشورات الدعائية صوب الشمال من خلال بالونات تحمل أوراق الدولار أو أخبار الجنوب وبعض الشرائح الإلكترونية، ليست سوى القطرة التي أفاضت الكأس، لأن تدهور العلاقة بين البلدين كان قد بدأ قبل ذلك.
يبدو أن كوريا الشمالية درست التدابير الاخيرة بعناية، مع قيام بيونغ يانغ برسم العملية من خلال إصدار تحذيرات إضافية متعددة من مصادر رسمية مختلفة، القيادة والإدارات الحكومية والجيش، قبل كل خطوة تتخذها.
وبالمثل، فيما تعد رمزية تدمير مكتب الاتصال لا جدال فيها، فإن المبنى الذي تم تفجيره لم يستخدم منذ شهور ولم يكن مأهولا، والأهم من ذلك، يقع على الجانب الشمالي من الحدود.
كذلك فإن مواقع المشاريع المشتركة بين الكوريتين التي أعلنت أنها ستعزز وجودها العسكري بها خاملة منذ سنوات.
وإذا كان التوتر متزايدا بين الكوريتين، فلأن مباحثات بيونغيانغ وواشنطن، دخلت نفقا مسدودا، بحسب خبراء، وهو ما يعني تبخر آمال كوريا الشمالية في تخفيف القيود الخانقة على اقتصادها.
وقد تكون الولايات المتحدة هي التالية في مرمى كوريا الشمالية، إذ حذّرت بيونغ يانغ واشنطن من الابتعاد عن الشؤون بين الكوريتين إذا أرادت ضمان انتخابات رئاسية سلسة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال مدير قسم كوريا الشمالية في المعهد الكوري للوحدة الوطنية هونغ مين إن “كوريا الشمالية ترسل رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنه يمكن أن تقوم بأمر درامي واستفزازي مماثل فيما يتعلق بالعلاقات بينهما، إذا حافظت واشنطن على نهجها كما كان من قبل”.
لكن مثل هذه الخطوة ستكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة لبيونغ يانغ. لطالما صوّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه معركة صعبة بشكل متزايد في ضوء وباء فيروس كورونا، كوريا الشمالية على أنها نجاح دبلوماسي خاص له.
كما أوضح أنه سيعتبر تجربة نووية أخرى أو إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات خطا أحمر.
وتجد كوريا الشمالية نفسها في وضع اقتصادي صعب للغاية، بعد تفشي فيروس كورونا، لاسيما أن البلاد اضطرت في وقت سابق إلى إغلاق الحدود ووقف التجارة مع حليفتها الكبرى ممثلة في الصين.
وتعاني كوريا الشمالية نقصا مزمنا، يقدر بمليون طن من الحبوب، بشكل سنوي، وهو مستورد في الغالب من الصين المجاورة والحليفة، لكن هذا التبادل لم يعد قائما في الوقت الحالي.
وفي ظل هذه الأزمة الخانقة، وجمود المباحثات مع واشنطن، تجد كوريا الشمالية أنها لم تستفد كثيرا من “النهج التصالحي والتفاوضي” الذي سلكته مع الجنوب والولايات المتحدة.
في غضون ذلك، تجد كوريا الجنوبية نفسها في موقف لا تحسد عليه، فهي لا تستطيع تطبيع العلاقة الاقتصادية بشكل كبير مع الشمال، نظرا لوجود عقوبات أمريكية صارمة، كما أن سيول لا تستطيع التأثير بشكل كبير على المفاوضات بين واشنطن وبيونغيانغ.
أقرا ايضا :