أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (سامي زرقة)
في مشهد أقرب إلى الخيال.. وقفت كاري لام الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ والمؤيدة لبكين في كل شيء، وقفت أمام الصحفيين في المؤتمر الصحفي الأكثر أهمية في فترة قيادتها للإقليم، وقالت إن الصين أقرت قانون الأمن القومي على هونغ كونغ، القانون الذي يعتبر أهم تغيير في وضع الإقليم المستقل ظاهرياً منذ إعادته إلى الصين من بريطانيا عام 1997 .
القانون الذي أدخل هونغ كونغ تحت الحكم المباشر لبكين اكتنفه الكثير من السرية ولم يتم نشر مشروع القانون، حتى أن المشرعين المؤيدين لبكين والرئيس التنفيذي لام نفسها ظلوا في حيرة بشأن محتوياته الكاملة… أحست بأنه تم خداعها واكتفت بالتعليق على التشريع بأنه سيكون غير مناسب، إذ تم استبعادها من اتخاذ القرار كما تم تهميش مسؤوليها في عملية صنع القانون، وتم تجاهل مخاوف هونغ كونغ بخصوص التاريخ الاستعماري، إذ إن اعتماد قانون الأمن القومي هذا، سيعيد تسلسل التاريخ من الاستعمار البريطاني، إلى الاحتلال الياباني لفترة وجيزة ووحشية.. مرة أخرى يسيطر الحكام في بكين على هونغ كونغ.
ما إن أُقر التشريع حتى بدت آثاره واضحة للعيان وهي التي تخوف منها حتى من كان مؤيداً لبكين في هونغ كونغ.. وقفت الشركات ورؤساء الجامعات والإدارات الحكومية في طوابير الطاعة لدعمها علناً، كل ذلك مخافة رد فعل عنيف من الصين على خلاف ذلك.
حالة الهلع انتشرت بين الناشطين ودعاة الديمقراطية في هونغ كونغ الذين حلوا منظماتهم على الفور، إضافة إلى قيام مجموعات طلابية ومطاعم دعمت المظاهرات علناً، بإزالة الملصقات ومناشير الاحتجاجات من الشوارع.
اعتقالات عمت مناطق متفرقة من هونغ كونغ بزعم انتهاك المعتقلين للقوانين أو رفع بعضهم أعلام الاستقلال، شكلت لجنة على الفور سميت بـ “لجنة حماية الأمن القومي” ستكون مسؤولة ليس فقط عن تقييم حالة الأمن القومي في هونغ كونغ، ولكن أيضاً عن صياغة السياسات المتعلقة بالتنظيم المحتمل لمجموعة من القطاعات والمجموعات، بما في ذلك التعليم والإنترنت والإعلام والمنظمات غير الحكومية والخدمة المدنية.
بموجب القانون اليوم فإن بكين تمتلك سلطات لا حدود لها في هونغ كونغ، وبحسب خبراء القانون يشكل تهديدات لا يمكن فهمها لاستقلالية وحريات هونغ كونغ، ولوضعها كمدينة دولية ومركز مالي، لأنه يزيد بشكل كبير من المناسبات المحتملة التي يمكن فيها فرض المبادئ القانونية الصينية وإضفاء الطابع المؤسسي عليها.
يؤخذ على القانون أيضاً أنه لا يعالج أياً من المظالم التي أثارها المتظاهرون خلال العام الماضي، رغم ذلك لم يزعج السيدة لام.. بل أصرت في الدفاع عنه في وجه من وصفتهم بأنهم سيواصلون معركتهم ضده، مضيفة أن المظاهرات لا تهم فهي كما تقول لديها القانون الآن، وسنفرضه بقوة كرمى عيون بكين.
مصدر الصور: REUTERS
اقرأ المزيد: