ألفة الجامي
أخبار الآن | سراييفو – البوسنة والهرسك ( ألفة الجامي )
“الأمم المتحدة خذلت شعب سربرينيتشا قبل ربع قرن” … بهذه الكلمات اختزل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش موقف العالم بأسره أمام مجزرة سربرينيتشا التي ارتكبتها القوات الصربية ضد مسلمي البوسنة عام 1995.
وقبله قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان إن هذا الفشل في منع وحماية ضحايا المجزرة سيطارد تاريخنا إلى الأبد.
في الذكرى الخامسة والعشرين لهذه المجزرة التي وصفت بـالإبادة الجماعية والتي كانت أسوأ جريمة مريعة على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية, لا تزال جروح الأحياء وأقارب الضحايا تنزف، ولا يزال البحث سارٍ عن بقايا عظام تنتظر أن توارى الثرى مع بقية الضحايا لتغلق القبور , ولكن لن يغلق هذا الملف الذي أحرق العالم واخجله.
ليلى برنيافوراتس، بوسنية لاجئة في هولندا، تحدثت في لقاء خاص مع أخبار الآن عن مرارة تذكر المجزرة التي أدت إلى قتل آلاف المسلمين، وإبادة عائلات بأسرها.
بعد ربع قرن من أسوأ مذبحة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ، يتمّ دفن رفات ثمانية رجال وفتيان قتلوا في سربرنيتشا في عام 1995 في مقبرة تذكارية خارج بلدة بوسني الشرقية المشؤومة ، بجوار 6610 تم تحديدها مسبقًا الضحايا.
فضيلة أفنديك، ناجية من مذبحة سربرينيتسا قالت:
“دفنت والدي ، ودفنت أخي التوأم ، عمي ، والآن حان الوقت ، بعد كل شيء ، لتوثيق ذكرياتنا. سنبذل قصارى جهدنا لتوثيق ذلك ، تراثنا هنا في النصب التذكاري مركز سربرينيتشا
لقي أكثر من 8000 مسلم بوسني حتفهم في 10 أيام من الذبح بعد أن اجتاحت القوات الصربية البوسنية سريبرينيتشا في الأشهر الأخيرة من حرب الأخوة في البلاد 1992-1995.
حُرقت جثثهم في مقابر جماعية على عجل ، تم تجريفها لاحقًا وتناثرها بين مواقع الدفن الأخرى لإخفاء أدلة الجريمة.
لكن العلماء البوسنيين والعالميين ، الذين شرعوا في عام 1996 في مهمة كانت تبدو مستحيلة لكشف أسرار حفر الموت الشنيعة ، كانوا يربطون العظام بأسماء الأشخاص الذين ينتمون إليهم ويعيدونهم إلى أقاربهم على قيد الحياة.
فتحوا ببطء ما كان يوصف في السابق بأنه أكبر لغز للطب الشرعي في أي مكان في العالم ، وقد اكتشفوا وحددوا المزيد من الضحايا للدفن تحت شواهد بيضاء متطابقة في مقبرة بوتوكاري التذكارية.
لاجئة بوسنية لأخبار الآن: فلنفكر بكيفية منع تكرار مجزرة سريبرينيتشا مجدداً
قُتل معظم رجال سريبرينيتشا في المجزرة ، لذا فإن معظم أمهاتهم أو أخواتهم أو بناتهم الذين يتجمعون في مقبرة بوتوكاري التذكارية كل عام في 11 يوليو – ذكرى اليوم الذي بدأت فيه المذبحة – لحضور جنازة جماعية للضحايا الذين تم تحديدهم مؤخرًا.
عادة ، يحضر آلاف الزوار من مختلف البلدان الخدمة ، ولكن هذا العام بسبب فيروس كورونا سيكون حتى دفنهم المؤجل لسنين مختلفا وحزينا…إذ لن يُسمح إلا لعدد صغير نسبيًا من الناجين بتكريم موتاهم بشكل جماعي.
ستحضر فضيلة أفنديك الناجية من المجزرة ..بعد الانتظار لمدة خمس سنوات للعثور على المزيد من بقايا ابنها في عام 2013 قررت أخيرًا دفن عظامه إلى جانب والده في بوتوكاري.
العديد من المقابر الجماعية لا تزال مخفية ، غير مفتوحة ، الناس داخلها مجهولون. بعض الأمهات يموتون دون العثور على أطفالهم . تاريخ مغمس بالدماء والحرقة ليس هو الاول وقد لا يكون الأخير..تعمل اللجنة الدولية لشؤون المفقودين على تعقب ملايين الأشخاص الذين اختفوا في النزاعات والكوارث الطبيعية حول العالم.
أمير سولجيتش ، مدير مركز سربرينيتشا التذكاري في بوتوكاري قال:
“يحتاج بقية العالم إلى التعرف على سربرينيتشا من أجل اتخاذ الاجراءات اللازمة في الوقت المناسب في مواجهة القتل الجماعي والفظائع.
وأخيرًا ينبغي اتخاذ اجراءت في أماكن مثل سوريا ، في أماكن مثل ميانمار ،ينبغي العمل على منع تكرار ما حدث في سريبرينيتشا ان يحدث مع السكان المسلمين الإيغور في الصين”
مذبحة سريبرينيتشا هي الحلقة الوحيدة من حرب البوسنة التي تم تعريفها على أنها إبادة جماعية من قبل محكمتين للأمم المتحدة ، وذلك جزئياً بفضل سجلات الحمض النووي ، التي تم قبولها كدليل في المحاكمات المعروضة عليها.هذه المقبرة التي نشاهد على كل قبر منها نفس التاريخ ..تاريخ واحد لا يتكرر ولا يتغير بتغير القبر لتجعل من بوتوكاري تمثيلا مرئيا صادما لواحدة من اسوأ جرائم الحرب في التاريخ الحديث.
مصدر الصورة: رويترز
اقرأ أيضا:
ربع قرن على مجزرة سربرينتشا.. جرح مفتوح في جسد مسلمي البوسنة