أخبار الآن | بيونغ يانغ (صحف)
بعد تصاعد التوتر بين الجارتين الكوريتين في شهر يونيو الماضي، ووصلوه إلى حافة اندلاع اشتباكات مسلحة، عقد الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” اجتماعاً عسكرياً حضره كبار القادة العسكريين في البلاد لمناقشة زيادة قدرات بيونغ يانغ الحربية في مواجهة مخاطر محتملة كما وصفها التلفزيون الكوري الشمالي.
وأوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية والتلفزيون الرسمي صباح اليوم، تفاصيل الاجتماع الذي ترأسه كيم مع اللجنة المركزية للحزب الحاكم في البلاد، وهو الاجتماع الأول الذي يحضره الزعيم الكوري مع تلك اللجنة منذ شهر مايو الماضي.
كيم الذي ظهر في لقطات وصور نشرتها وسائل الإعلام الكورية وهو يتحدث إلى عدد كبير من المسؤولين، أكد في ذلك الاجتماع على ضرورة تنفيذ تعليمات جديدة للقادة والمسؤولين فيما يعرف بالجيش الشعبي وزيادة الانضباط وفق وسائل الإعلام الكورية.
أعقب ذلك، عقد جلسة مغلقة لمناقشة الوضع العسكري في شبه الجزيرة الكورية، على ضوء تصاعد التوتر فيها منذ شهر يونيو الماضي.
وسائل الإعلام الكورية لم تورد أي تفاصيل عن خطة بيونغ يانغ لتطوير قدراتها النووية تم التطرق إليها في الجلسة المغلقة كما لم تتطرق إلى ذكر تفاصيل عن مواجهة محتملة مع جارتها اللدود كوريا الجنوبية.
وكان كيم قد علق الخطط العسكرية التي هددت كوريا الشمالية بتنفيذها ضد جارتها الجنوبية، ردا على سماح الأخيرة بإطلاق منشورات مناهضة لبيونغ يانغ وقيام الجيش الكوري الشمالي لاحقاً بتفجير مكتب الاتصال ردا على إطلاق تلك المنشورات.
تداعيات الاجتماع
محللون يرون أن عقد كيم لذلك الاجتماع وتسويق وسائل الإعلام الرسمية له، يندرج ضمن خانة استعراض العضلات التي تلجأ إليها بيونغ يانغ بين الفينة والأخرى، لتدرس ردود الأفعال الدولية وخاصة من جانب جارتها سيول، وكذلك واشنطن.
وضمن السياق السابق، قال أستاذ العلاقات الدولية وعميد الدراسات الآسيوية في جامعة “الزقازيق” الدكتور عبدالحكيم الطحاوي، إن اجتماع الزعيم الكوري مع لجنته العسكرية العليا في البلاد في هذا الوقت بالذات، ينبأ عن النهج التصعيدي الذي تتبعه بيونغ يانغ وخاصة في الآونة الأخيرة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وما يتصل كذلك بالملف النووي لكوريا الشمالية”.
وأوضح في مقابلة مع أخبار الآن، أن “الزعيم الكوري الشمالي حاول أن يوصل رسالة من خلال ذلك الاجتماع بهدف تحريك بعض الأمور الراكدة وأهمها إعادة مسار المفاوضات عبر اتباع سياسة تصعيدية وصولاً إلى محاولة التأثير على واشنطن علها ترفع العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ ومن ثم تطبيع العلاقات بين البلدين”.
المتابع للشأن الكوري يدرك حقيقة أنه لا يمكن التنبأ بتصرفات بينوغ يانغ وخاصة تحت حكم كيم، فالرجل لوح مرارا وتكرارا بالحرب، وهو مستعد لها وفق تقارير استخباراتية رصدت سلوك البلد الذي يستميت لتطوير ترسانته النووية.
وبناء على المستجدات الأخيرة وتعثر المفاوضات بين كوريا الشمالية وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وحادثة المنشورات التي جرت في شهر يونيو الماضي، وكذلك مرض كيم ومانتج عنه من تداعيات، كل ذلك يمكن أن يثير على الأقل، قلق أجهزة الاستخبارات للدول التي تقع على تماس مع بيونغ يانغ سواء جغرافيا، وهنا يقصد كوريا الجنوبية، أو على مستوى الصراع الدبلوماسي، ويقصد هنا بطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية، وقال الدكتور الطحاوي: “في الحقيقة أن كوريا الشمالية عبر نهجها التصعيدي تحاول الضغط على الولايات المتحدة لدفعها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، فكلما توقفت المفاوضات نجد بيونغ يانغ تقوم بعمل تصعيدي وخاصة على مستوى إزعاج جارتها الجنوبية وكذلك الأمر بالنسبة لليابان، ولاننسى بطبيعة الحال أن طوكيو تهتم بهذه المسألة، خاصة أن واشنطن تجد من حلفائها أي اليابان وكوريا الجنوبية حائط صد أمام كوريا الشمالية”.
وتابع: “كما أن النزاع بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة ليس في حقيقته إلا نزاع خفي مع الصين التي تؤيد مواقف كوريا الشمالية، فالمنهج الذي تتخذه بيونغ يانغ يصب في نهاية المطاف نحو مزيد من التصعيد للوصول إلى بارقة أمل نحو إعادة التفاوض مرة أخرى بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لرفع الحظر عن بيونغ يانغ وخاصة أن الشعب الكوري يعاني من تبعات الحظر وخاصة على المستوى الاقتصادي، فكل تلك الأشياء انعكست على مستوى السياسة الكورية وجعلت الزعيم الكوري الشمالي يتخذ خطوات تصعيدية”.
الدكتور الطحاوي نوه أن: “كوريا الشمالية ستزيد من تعنتها ولن ترضخ بسهولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي فإن المدة ستطول إلى حين الوصول إلى حلول على ضوء السياسة التي يتبعها الزعيم الكوري الشمالي المعروف عنه الكثير من التعنت ولا يرضخ إلى الكثير من الحلول التي لا تتفق مع ميوله الشخصية وسياسته التي تسير عليها بلاده”.
وتعثرت المباحثات حول ملف كوريا الشمالية النووي بين واشنطن وبيونغ يانغ، على ضوء اتهام الأخيرة لواشنطن بعدم جديتها في الوصول إلى حلول في تلك المفاوضات.
وتجري كوريا الشمالية بين الحين والآخر، تجارب صاروخية بهدف استفزاز جارتها الجنوبية، وإحداث نوع من التأثير على الساحة الدولية علها تنجح بالحصول على أي مكاسب جراء تلك التجارب.
أقرأ أيضا: