أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( يامن النواصرة )
عندما تتصدر النساء الأخبار جراء الإرهاب، عادة ما ينصبّ التركيز على دورهن كضحايا لهذه الجماعات الإرهابية، فلم يسلم الحجر ولا البشر من بطش التنظيمات الإرهابية وعدوانها، ولم ترحم شيخاً وامرأة، أو طفلاً أو شاباً.
ولعل الأفغانية قمر غول واحدة من نساء انتقمن من الإرهاب وردت الصاع صاعين، بعد اعتداءات هذه الجماعات المتطرفة على أسرهن.
في تصرف وصف بالبطولي، “قمر غول” مراهقة أفغانية أطلقت النار على مسلحين من طالبان وأردت اثنين قتلى وأصابت آخرين، بعدما شن أعضاء الحركة هجوما على منزلها وقتلوا والديها ، بهدف الانتقام من الأب الذي كان من أنصار الحكومة.
وتسرد قمر غول، الواقعة بعد أن رأت العمليات الإرهابية عن كثب، ” كانت الساعة الواحدة ليلاً. كنت أنا وأخي نائمين في غرفة واحدة وكان والداي ينامان في غرفة أخرى. طُرق بابُ منزلنا أثناء نومنا. خرجت والدتي من الغرفة وسألت من خلف الباب من؟ ردوا، هذا نحن مجاهدو طالبان. لكن والدتي لم تفتح الباب. فقاموا بكسر الباب ودخلوا المنزل عنوة، وقتلوا أبي وأمي”.
ولأن الجميع منوط بالوقوف في وجه التنظيمات الإرهابية، ولأن مهمة التصدي للتنظيم لا تقتصر على الذكور وعلى فئة معينة من المجتمع, تقول قمر التي كانت شاهدة على الإرهاب وعدوانه، كيف تعرض والداها للقتل أمام عينيها، “عندما دخلوا تم إخراج والدي وأمي من المنزل وقتلوهما أمام أعيننا، ، لكن لم يسمع أحد أصواتنا ولم يهب أحد لنصرتنا. تألمت كثيراً، لكن علاوة على ذلك ، يسعدني حقًا أنه تم دعوتي من قبل الرئيس وتكريمه لي على شجاعتي أمام طالبان وإعجابه بما فعلت. فأنا لا يرتابني أي شعور بالخوف من طالبان، ويعتريني شعور بالفخر، لأنني قتلت أعداء والدي”.
ولأن النساء يقدمن رؤىً ومعلوماتٍ قد يكون لها دور كبير في حفظ السلام، تعد النساء بمثابة رُسل ضد الإرهاب، بفضل دورهن البارز في الكفاح ضد التنظيم، “أريد حقًا أن يتعاون معي الرئيس بالكامل، لأن حياتي وحياة عائلتي في خطر. يجب أن يُوفر لنا حياة مريحة وآمنة. بالإضافة إلى ذلك ، نريد من الرئيس أن يقف دون قتل طالبان للمزيد من الأبرياء، وعليه أن يمهدَ الطريق لمزيد من الأجهزة العسكرية حتى يتمكن الناس من العيش بأمان. أتمنى أن تنتهي الحرب ويستطيع الناس الدفاع عن أنفسهم”.
ومن النساء اللواتي وقفن في وجه الإرهاب ودافعن عن انفسهن وعن عائلاتهن, الإيزيدية “وضحة خليل صالح ” ذات الـ22 ربيعا” ، كانت في الخط الأول للمعارك ضد إرهاب داعش في قرى غرب الموصل، حيث حملت السلاح انتقاماً لقتل الرجال الأيزيديين وأخذ نسائهم وفتياتهم كسبايا حرب على يد تنظيم “داعش” في عمليات إبادة المكون الإيزيدي , أحد أبرز أقليات العراق الساكنة في شماله.
وتلقت “وضحة خليل صالح”، التدريب في أرض حدودية بين شمال العراق وسوريا، وشاركت في معارك تحرير قضاء سنجار، وقتلت العشرات من عناصر تنظيم داعش الإرهابي
وتقول وضحة خليل، سأبقى أقاتل الإرهاب أينما وجد لكي نعيش بأمان.
فتاة أيزيدية أخرى في مقتبل العمر تدعى “أسيمة ضاهر”، كانت أيضاً حافزاً للنسوة اللائي تصدين للفكر الإرهابي المتطرف، بعد أن عاصرت الإرهاب.
وتطوعت أسيمة ضاهر في وحدة نسائية لعبت دورا مهما في دحر التنظيم شمال العراق، بعد أنْ ذهلت من وحشية المتشددين الذين كان بعضهم جيران وآخرون من خارج المنطقة.
وقالت ضاهر، لقد قتلوا عمي وأخذوا زوجة ابن عمي التي كانت تزوجت قبل ثمانية أيام من ذلك فقط”، ولا تزال العروس محتجزة لدى المتشددين مثلها في ذلك مثل آلاف الايزيديات الأخريات.مضيفةً، أنها قتلت اثنين من مقاتلي داعش قبل إصابتها في الساق خلال المعارك.
تتعدد نماذج النساء المحاربات ، وتبقين مثالا حيا على قدرة الأنثى القوية في المجتمع والمدافعة الشرسة عن نفسها وعائلتها.
إقرأ أيضاً:
هكذا انتقمت فتاة أفغانية من طالبان بعد مقتل والديها