أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص)
في بداية أزمة تفشي فيروس كورونا، اتهمت الصين بإخفاء وإتلاف عمدا معلومات عن مصدر انتشار الفيروس، و بتعريض البلدان الأخرى للخطر، من خلال إخفائها معلومات عن الفيروس، وذلك عن طريق إسكات الأطباء ومنعهم من الحديث عن ذلك أو اختفائهم.
عدة تقارير أفادت أن بكين أتلفت أدلة حول وجود فيروس كورونا “كوفيد-19″ في المختبرات، كما رفضت الكشف عن معلومات بيولوجية تساعد العلماء في إنتاج لقاح لهذا الفيروس.
وفي تقرير للاتحاد الأوروبي ذكر أن الصين تواصل شن حملة تضليل عالمية للتملص من المسؤولية عن تفشي الجائحة وتحسين صورتها الدولية، وتم انتهاج أساليب علنية وسرية”.
بيتر ستانو المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الاوروبي تحدث لأخبار الآن من مكتبه في بروكسل عن اسوأ المعلومات المضللة والزائفة التي سعت الصين وروسيا لنشرها خلال جائحة كورونا.
وقال ستانو إن اسوأ المعلومات الزائفة كانت بدون شك ما انتشر خلال أزمة كورونا فقد تابعنا معلومات تقول بان غسل اليدين لن يساعد و معلومات اخرى تتحدث عن شرب المعقمات يمكن ان يحمي، مضيفا أن هذا النوع من المعلومات يمكن أن يعرّض الناس للخطر و يؤدي الى عواقب وخيمة على صحتهم و حياتهم.
وأضاف ستانو: “قبل ذلك كانت المعلومات الزائفة تتمحور اكثر حول الامور السياسية كتحوير الوقائع التاريخية و التدخل في النقاشات السياسية في البلاد حيث ان نتائج هذه المعلومات لا تكون خطيرة ، صحيح قد تخسر انتخابات بسبب هذه المعلومات و يمكن حصول اضطرابات سياسية ولكن في حالة فيروس كورونا هذه المعلومات تتلاعب بحياة الناس و هذا اسوأ مثال على اثر هذه المعلومات الزائفة، هذه حرب مستمرة و نحن مدركون ما نواجهه و مصممون على التعامل معه و تثقيف الناس و زيادة ثقافتهم الإعلامية. هذا مهمة لم تنته بعد بل مجهود متواصل و نحن نقوم به كما ذكرت بالتعاون مع جهات اخرى ضمن المجتمع و ضمن الإتحاد الأوروبي و شركاء كالحلف الاطلسي و مجموعة الدول السبع.”
وقال أيضا: “نواجه تهديدا بالقتل او تهديدات اخرى انما نواجه انتقاداتٍ و شكاوى من شركاء يشعرون بأننا نفضحهم و ننتقدهم فمثلا كل مرة اقول امرا ما في مؤتمر صحافي او مقابلة عن المعلومات الزائفة الروسية نتلقى انتقادات من موسكو و من وزارة الخارجية الروسية و يشجبون ما نقوله و لكن هذا جزء من عملنا . نحن كل ما نقوم به هو كشف الوقائع و نقوم بتوصيف الحقيقة ، نرى ما يحاك ضدنا ليس لدينا مشكلة بالإعلان عما يحصل وعن دور كل واحد بالقيام بذلك و الكشف عن هذه المعلومات الزائفة لانها تهدد مجتمعنا و نحن نقول ان هذا غير مقبول ومرفوض و سنقوم بكل ما بوسعنا لمواجهته و حماية انفسنا بكل ما اوتينا من وسائل في مجتمع ديمقراطي، عندما تتحدث عن هجمات الكترونية، نعم الإتحاد الاوروبي هو عرضة لهذه الهجمات المتزايدة و لهذا السبب الاسبوع الماضي قمنا و للمرة الاولى باعلان عقوبات ضد من هم متورطون في الهجمات الإلكترونية .”
وعن العقوبات تحدث ستانو: “العقوبات كانت ضد 6 اشخاص و 3 كيانات من بلدان مختلفة لمساهمتهم في هجمات او محاولة هجمات الكترونية ضد الإتحاد الاوروبي او مؤسسات دولية وهذه رسالة قوية جدا لاننا نقول اننا على علم بما يجري و نرى ذلك و مصممون على ايقاف ذلك لأنه مرفوض . لدينا كل الوسائل لإيقاف ذلك و لدينا ايضا التصميم . فعندما يطال الامر الهجمات الإلكترونية نحن مصممون على لجمها و عندما يطال الامر المعلومات الزائفة لدينا نفس حجم التصميم من خلال فضح ذلك لان الوسيلة الانجح ، تبيان الفاعلين و فضحهم امام الجميع و جعلهم يخسرون ثقة الجميع . هذه هي افضل الطرق لمواجهة ذلك ، عليك تثقيف الناس و اعلامهم بما يجري و من يقوم بذلك و مدى خطورته”.
وأضاف ستانو: “هذا مهم جدا لان دول الإتحاد الاوروبي اتفقت بعدما حدث في العام 2014 من عدوان روسي ضد اوكرانيا وعملية ضم شبه جزيرة القرم واثارة المشاكل في شرق اوكرانيا ادركنا كاتحاد اوروبي ان المعلومات الزائفة تشكل تهديدا و تستخدم كسلاح في نشر الشقاق في المجتمعات و تقويض الثقة في الانظمة لتحوير الحقائق التاريخية والوقائع و القيام بما تفعله البروباغندا عادة و انما باسلوب شرس و خطر جدا، حينها قلنا ان علينا القيام بشيء ما لمواجهة هذا التهديد و حماية انفسنا.”
وحول الدور الروسي في نشر معلومات مغلوطة حول كورونا قال ستانو: “لماذا نركز على روسيا ، السبب واضح جدا لان روسيا او المرتبطين بها بطريقة او باخرى هم الاكثر نشاطا وهم ينتجون الكم الأكبر من المعلومات الزائفة و الموجهة ضد الإتحاد الاوروبي. ما حدث في العام 2014 في اوكرانيا كان سيئا جدا لكنه نموذجٌ واضح على ما يمكن لروسيا ان تقوم به لجهة تجاهل القوانين الدولية و اجتياح دولا اخرى و قضم اراضيها و اثارة الإضطرابات في أجزاء منها و طبعا الكثير من هذه الاعمال تم باستخدام القوة العسكرية و لكن ايضا بمساندة حملات مكثفة من البروباغندا الإعلامية و المعلومات الزائفة و قد رأينا عواقب وخيمة ناتجة عن ذلك.”، “وقد رأينا ان هذه الحملات مستمرة بواسطة أشخاص من روسيا او مرتبطين بالكرملين هي خطيرة جدا لانها تحاول زعزعة استقرار مجتمعاتنا والإساءة الى مصداقية الإتحاد الاوروبي و هذا ما نعتبره تحديا كبيرا وهجوما و نحن مصممون على حماية انفسنا.”
وعندما يتعلق الامر بالمعلومات الزائفة المرتبطة بالصين، علق ستانو: ” شاهدنا و لا سيما خلال ازمة فيروس كورونا نشاطا كبيرا على هذا المستوى . مختلقو الأخبار الزائفة الذين يأتون من الصين و الدول المرتبطة بها لم يكونوا الاخطر لكنّ اولئك الآتون من روسيا هم من كانوا ينشرون اخبارا تهدد صحة الناس . الدعاية الصينية و البروباغندا المزيفة كانت واضحة وموجهة لدرء مسؤولية الصين عن انتشار الفيروس ووصفها كعضو مسؤول في المجتمع الدولي يحاول القيام بكل ما يستطيع لإحتواء انتشار الفيروس و مساعدة الآخرين في العالم و بالتالي محاولة دفع كل انواع الإنتقاد و انا متأكد ان الحزب الشيوعي و اطراف اخرى يحاولون نشر هذه الأخبار الزائفة. فالدعاية الصينية لا تتوانى عن استخدام المعلومات المغلوطة حتى في مواضيع اخرى مثيرة للجدل كالتعاطي مع اقلية الإيغور، لكننا طبعا لسنا عميان و نحن نرى بالإضافة الى الإتحاد الاوروبي هناك دول اخرى مجاورة مستهدفة مثل جورجيا ومولدافيا و اوكرانيا التي قررت ان تتجه نحو اوروبا مخلّفة وراءها ارثها السوفيتي مبتعدة عن روسيا و محاولة التقرب من الإتحاد الاوروبي مما يجعها بالتالي هدفا لروسيا”.
وختم ساتنو حديثه مع أخبار الآن: “هناك ايضا دول غرب البلقان التي هي على قاب قوسين و ادنى من الإنضمام الى الإتحاد الاوروبي و تفاوض انضمامَها الى الإتحاد الاوروبي ، فبالطبع هم مستهدفون بهذه الحملات لعكس هذا التوجه لان هناك من يرفض التأثير الاوروبي كمجتمع ذي قيم ديمقراطية و احترام للقيم الإنسانية و الحرية و التي ستتوسع و تكون على مقربة من بعض الانظمة التي لا تريد ذلك.”