أليكسي نافالني وكوب الشاي المسموم...تاريخ أسود لروسيا مع المعارضين

أخبار الآن | موسكو – روسيا (متابعات)

مع تداول الأنباء حول احتمالية “دس سم” في كوب شاي شربه أليكس نافالني أبرز معارض للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورغم عدم تأكيد تسممه بعد من قبل جهات روسية، إلا أن روسيا معروفة بسجلها الحافل بمحاولة اغتيال معارضين، بطرق مختلفة، أبرزها من خلال السمّ ، سواء كان ذلك داخل أراضيها أو خارجها.

أليكسي نافالني، هو محام وناشط سياسي، ذاع اسمه بفضح فساد المسؤولين، وهو وصف مرارا حزب بوتين، روسيا المتحدة، بأنه “حزب محتالين ولصوص”.

استخدم نافالني مدونته على موقع “لايف جورنال” لتنظيم مظاهرات واسعة النطاق لمعالجة قضايا الفساد والسرقة, كما أنه يكتب مقالات بانتظام في العديد من الصحف الروسية.

تعرض نافالني لمضايقات عدة من الشرطة في أكثر من مناسبة. وقال بعدما استجوبه المحققون إحدى المرات  إنه مُنع من مغادرة العاصمة في إطار قضية جنائية جديدة مرفوعة ضده.

وكان نافالني البالغ 44 عاما يقول إن السلطات تريد منعه من التنقل في أنحاء البلاد للترويج لأسلوب تصويت تكتيكي، وهو اعتراض الموالين لبوتين قبيل انتخابات محلية.

قبض على نافالني في عام 2011 وسجن لمدة 15 يوما عقب احتجاجات على تزوير حزب روسيا المتحدة للانتخابات البرلمانية.

وعانى نافالني من حروق كيماوية خطيرة في عينه اليمنى في 2017 بعد تعرضه للهجوم بصبغة مطهرة.

وعقب إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة أخرى في سدة الحكم، كتب نافالني على تويتر “العجوز الجبان بوتين يظن نفسه قيصرا… لكنه ليس قيصرنا”.

كما حكم عليه أيضا بالسجن 30 يوما في يوليو/تموز 2019 بعد دعوته إلى احتجاجات.

وقبل أيام، أدخل نافالني إلى مستشفى في مدينة اومسك بعدما فقد وعيه خلال رحلة بين سيبيريا وموسكو, وقامت الطائرة بهبوط اضطراري بسبب تدهور صحته المفاجى. الأطباء في المستشفى شخصوا حالته بأنها “التهاب في الجلد” فيما أشار طبيبه إلى أنه ربما تعرض لـ”مادة سامة”، وإنه لربما تم تسميمه.

كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني قالت، إن أليكسي شعر بالمرض خلال الرحلة المذكورة شعر بالمرض، مضيفة أنه تم تسميمه عبر مادة مزجت في الشاي الذي كان يحتسيه، لأن ذلك كان المشروب الوحيد الذي احتساه المعارض الروسي في الصباح”.

في المقابل, أعلن ناتولي كالينيتشينكو نائب مدير مستشفى أومسك أن “لا أثر” لسموم في الفحوص الطبية التي أجريت لنافالني مشيرا إلى أن حالته ما زالت “غير مستقرة ، لكن شكوكاً أثارتها المتحدثة باسم المعارض الروسي حول مصداقية الفريق الطبي المعالج ورفضه نقل نافالني من المستشفى “غير المجهز” الذي يعالج فيه، قد تنسف تقرير المستشفى بعدم تعرضه لحادثة تسمم.

ونوهت إلى إن الأطباء كانوا مستعدين في بداية الأمر لمشاركة أي معلومات، ولكنهم يضيعون الوقت.

كبير الأطباء في المستشفى الذي يعالج فيه المعارض الروسي، أفاد أنه لا يمكن نقل نافالني بسبب حالته الصحية “غير المستقرة”، حيث كان من المقرر، هبوط طائرة إسعاف جوية مغادرة من نورمبرغ، أرسلت لنقل نافالني إلى ألمانيا لمعالجته.

 

وكتبت كيرا يارميش على تويتر، أن “إبقاءه في المستشفى غير المجهز في أومسك سيشكل خطرا على حياته بينما لم تجر عملية التشخيص حتى الآن”، وأن عدم نقل نافالني هو محاولة لاغتياله يقوم بها الآن الأطباء والسلطات المخادعة التي أجازت ذلك”.

قلق أوروبي وجهود للمساعدة في علاجه

مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعرب عن قلقه بشأن تعرض المعارض الروسي أليكسي نافالني للتسمم ، مضيفاً أنه إذا ما تأكد هذا فإنه سيتعين محاسبة المسؤولين.

وكانت كل من فرنسا وألمانيا قد عرضتا، الخميس، المساعدة في علاج المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، الذي أدخل المستشفى.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الخميس، إن بلاده مستعدة لتقديم “كل المساعدة الضرورية” لنافالني، مشيرا إلى أن فرنسا عرضت على نافالني وعائلته المساعدة في الرعاية الطبية أو أي حماية أخرى غير محددة.

من ناحيتها، قالت ميركل، الخميس، إن نافالني يمكن أن يتلقى “كل المساعدة الطبية في ألمانيا”، مطالبة بالشفافية في كيفية حدوث مثل هذا.

سجل روسيا الحافل بمحاولة اغتيال معارضين وتسميمهم

في عام 2006، اغتيل عميل جهاز الأمن الروسي السابق، ألكسندر ليتفينينكو، بتسمم قاتل بمادة البولونيوم المشعة، بعد احتسائه كوب شاي في لندن. ورفضت روسيا تسليم المشتبه به الرئيسي، أندريه لوغوفوي، الذي أصبح نائبا قوميا، وفي 2016، خلص تحقيق بريطاني إلى أن مقتل ليتفينينكو ربما كان بموافقة الرئيس الروسي.

وفي مارس 2018، بعد أن اتهمته السلطات بالتجسس لحساب المملكة المتحدة، تعرض الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، وابنته، يوليا، لعملية تسميم في مدينة سالزبري بجنوب إنكلترا بغاز الأعصاب “نوفيتشوك”الذي كان يصنعه الجيش السوفيتي خلال السبعينيات والثمانينيات.

الى ذلك, كتبت الصحفية الروسية، آنا بولوتنيكوفسكايا، التي عرفت بجرأتها الشديدة، مقالاً في صحيفة الغارديان أكدت فيه أنها تعرضت لمحاولة اغتيال عبر وضع السم في كوب شاي في عام 2004 لكونها معروفة بكشفها الانتهاكات الروسية لحقوق الإنسان في الشيشان، ليتم اغتيالها بإطلاق نار أمام شقتها في موسكو، عام 2006.

فهل يعد تسميم المعارض الروسي الشرس أليكسي نافالني آخر حلقة في سجل روسيا الحافل باغتيال معارضين أم ماذا بعد؟