أخبار الآن | طهران – إيران (وكالات، متابعات)
توجهت عشرات النساء الإيرانيات من خلفيات مختلفة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، رافعين هاشتاغ “أنا أيضاً”، للإبلاغ عن تجاربهن مع التحرش والاعتداء الجنسيين.
وأعلنت الشرطة أنها اتخذت إجراءات ضد مشتبه به واحد على الأقل، فيما تأمل العديد من النساء أن يكون هذا مجرد بداية لحركة أوسع ضد العنف الجنسي.
وبدأ استخدام هاشتاغ “أنا أيضاً” (#MeToo) الإيرانية في أوائل آب (أغسطس) الماضي، عندما سجلت مجموعة من الصحفيات مقطع فيديو شاركن فيه تجاربهن من التعرض للمضايقات من قبل زملائهن في غرفة الأخبار أو الأشخاص المؤثرين الذين قابلتهم. بعد ذلك، بدأت نساء أخريات معظمهن لديهن حسابات مجهولة الهوية على تويتر، في مشاركة تجاربهن مع التحرش الجنسي والاغتصاب، بما في ذلك من قبل الرجال في مناصب السلطة، في إحدى الحالات، غردت الصحفية السابقة، سارة أماتالي، أن فنانة معروفة اعتدى عليها جنسياً في صيف عام 2006.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُثار فيها مزاعم التحرش الجنسي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المرة كان هناك المزيد من الزخم مع رغبة المزيد من النساء في مشاركة قصصهن. في حالات قليلة، قامت عدة نساء بتسمية أو استخدام الأحرف الأولى لمهاجمين مزعومين محددين، ودعت مئات أخرى إلى مقاضاتهم.
وهناك العديد من الأسباب التي تدعو للتشاؤم بشأن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه دعوات المساءلة في ظل القيود القانونية الحالية وقمع المجتمع المدني في إيران. لكن الأسابيع القليلة الماضية كانت أيضاً مصدراً للإلهام، حيث أعادت تركيز المحادثة في الفضاء العام على أحد العناصر الأساسية لحقوق المرأة – الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
إن قراءة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تجعل الكثيرين يشعرون أن المجتمع، ولا سيما جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، أكثر استعداداً للاستماع إلى روايات أولئك الذين تعرضوا للإساءة والضغط من أجل المساءلة والتغيير.
وقالت هنا جلالي، وهي محاسبة تبلغ 25 عاما، لوكالة فرانس برس: “كان يجب أن تنطلق هذه الحركة قبل وقت طويل. أظن أن التحدث عن هذه المشكلات وعرضها أمام الملأ أمر جيد جدا”. وترى الصحفية في مجلة “زنان” (نساء بالفارسية) سمية قدسي أن “موضوع الاغتصاب هو من المحرّمات في المجتمع الإيراني ويصعب الحديث عنه حتى في الأوساط العائلية”.
وأوضحت لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: «الآن بتنا نرى نساء مستعدات للتكلم على الملأ» بشأن الاعتداءات الجنسية التي تعرضن لها.
وفي القضية التي أطلقتها الحركة الإيرانية للتنديد بالاعتداءات الجنسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اتهمت حوالي عشرين امرأة الرجل عينه بأنه دسّ لهن مادة مخدّرة في الشراب بقصد اغتصابهن بعد إفقادهن الوعي.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن الشرطة دعت النسوة إلى التقدم بشكوى ضد الرجل المدعو كيوان إمام وردي الذي كان يملك مكتبة في الوسط الطلابي والثقافي لطهران، وهو حاليا في الثالثة والثلاثين من العمر. وتعهدت الشرطة بعدم كشف هوية النساء المعنيات.
وفي غياب أي بنية قضائية في إيران تتيح ملاحقة منهجية لمرتكبي جرائم الاغتصاب، تلجأ النساء ضحايا هذه الحالات إلى أسلوب التشهير مثل “سلاح لإحقاق الحق”.