أخبار الآن | طهران – إيران (غرفة الأخبار)
للحرس الثوري الإيراني حضور قوي في إيران وفي حياة الإيرانيين اليومية، وتدخله في الانتخابات الرئاسية من شأنها أن تزيد من نفوذه الضخم في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
وبالرغم من وجود شخصيات بارزة لدى الحرس الثوري الإيراني يعتبرون من المرشحين الرئاسيين الأقوياء، بما في ذلك عضو الحرس الثوري برفيز فتاح، ورئيس المؤسسة الخيرية الإيديولوجية للمرشد الأعلى آية الله خامنئي،
ومؤسسة مستضعفان، وسعيد محمد، الذي يقود خاتم الأنبياء، تكتل البناء في الحرس الثوري الإيراني، إلا أن اسم حسين دهقان قائد الحرس الثوري الإيراني يبدو هو المرشح الأقرب والأقوى لتولي هذه المهمة.
ما الذي يجعل دهقان الأوفر حظا؟
من هو حسين دهقان؟
اللواء حسين دهقان شغل منصب وزير دفاع الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني وهو حاليًا المستشار العسكري للمرشد علي خامنئي.
وهو أحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني الأكثر خبرة، إذ أنه وبعد أن لعب دورًا نشطًا في استيلاء رجال الدين على إيران ما بعد الثورة في عام1979، و كرجل حرس من الجيل الأول، شغل منصب قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا
ولبنان في الثمانينيات من القرن الماضي، وكان المبدأ الأساسي “لتصدير الثورة” راسخًا في عقلية دهقان.
وبالإضافة إلى توليه مناصب عليا في الحرس الثوري الإيراني – بما في ذلك قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني بين عامي 1990-1992 – شغل دهقان مناصب رئيسية في الإدارات الرئاسية الإيرانية الثلاث الماضية ومن الواضح أن ولاء دهقان الوحيد هو لخامنئي، ويعمل على الحفاظ على خامنئي ونظامه.
مايميز دهقان أيضاً أن لديه القدرة على الحصول على دعم الفصائل وتقديم نفسه على أنه “مرشح الوحدة ” للنظام الديني بإيران، مما يربط الانقسامات التي قد تظهر في أعقاب وفاة المرشد الأعلى مباشرة.
ولا يبالي بالعمل مع المتشددين و “الإصلاحيين” يشهد على حقيقة أن كلا الفصيلين يعملان للحفاظ على خامنئي ونظامه.
إذاً ماذا لو فاز دهقان بالانتخابات؟
سيناريوهات كثيرة تطرح في صورة وصول دهقان الى الرئاسة… ولعل أهمها ما يرتبط بمزيد من التوغل أو التوغل الكلي للحرس الثوري في الحكم من جهة وفي الاقتصاد من جهة اخرى.
المشهد يبدو واضحا نوعا ما، يرى المراقبون أن الاقتصاد سيكون المتأثر الكبير في صورة جلوس دهقان على كرسي الرئاسة وهو ما يطمح اليه الحرس الثوري منذ زمن، توغل الحرس الثوري في الاقتصاد تبدو لعبة دهقان التي
يتقنها بامتياز خاصة أنه بصفته المدير العام للذراع الاستثماري للحرس الثوري الإيراني خلال جهود إعادة الإعمار بعد الحرب، لعب دورًا مهمًا في قيادة الأنشطة الاقتصادية المبكرة للحرس الثوري.
سيتم تأطير توسيع الأنشطة الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني تحت راية اقتصاد المقاومة ‘ لخامنئي، وهي أجندة تسعى إلى الالتفاف على العقوبات الدولية من خلال الإنتاج المحلي وكذلك التهريب والتجارة غير المشروعة، والتي يدعمها دهقان، في إشارة إلى زيادة القدرات المحلية على أنها حل مشاكل الشعب الكبرى.
عمليًا، تعني هذه المعطيات توسيع أنشطة خاتم الأنبياء، وهو تكتل الإنشاءات التابع للحرس الثوري الإيراني وأكبر مقاول إيراني، والذي استعرض عضلاته في ظل غياب الاستثمار الأجنبي. خلال فترة توليه منصب وزير دفاع روحاني، دفع دهقان من أجل منح العقود الحكومية لخاتم الأنبياء، على الرغم من توقيع الاتفاق النووي الذي فتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي.
دهقان لديه أجندة اقتصادية تسعى إلى الالتفاف على العقوبات الدولية من خلال الإنتاج المحلي وكذلك التهريب والتجارة غير المشروعة التي تتم في إيران ومع ذلك، سيكون الهدف الأكثر أهمية للحرس الثوري الإيراني هو زيادة الأذرع الخارجية الإيرانية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط لطالما كان الحرس الثوري الإيراني، ولا سيما أحد أذرعه الخارجية المتمثلة في “فيلق القدس”، المحرك الفعلي للسياسة الخارجية للنظام الإيراني في المنطقة، مما سيعزز طموح طهران لتقوية ما يسمى بـ”محور المقاومة ” في حقبة ما بعد سليماني – الطموح المعلن للمرشد الأعلى..
ولكن بعيدًا عن خامنئي، يكتسب مفهوم الرئاسة العسكرية زخمًا في كل من الدوائر المتشددة والإصلاحية في إيران، في حين أنه من السابق لأوانه التنبؤ بكيفية تطور الأمور بعد إجراء الانتخابات، ولكن يبدو من المؤكد أن المشهد المحلي المتغير في إيران ستهيمن عليه الاضطرابات المناهضة للنظام وعسكرة نظام الملالي.
وبحسب مايراه مراقبون، سيتطلب ذلك إعادة التفكير بشكل كامل في السياسة الغربية تجاه إيران.. إذ أنه وعلى مدى عقود، سعى الغرب للتعامل مع التهديد المتزايد للحرس الثوري الإيراني بشكل غير مباشر، من خلال معاملته كجزء من “الدولة العميقة” التي يمكن إضعافها من خلال تعزيز الدولة الإيرانية – وهي سياسة تمت تجربتها لأكثر من 20 عامًا، مع عدم وجود نتائج ملموسة.
ولكن إذا تولى الحرس الثوري الإيراني الرئاسة، بواجهة “دهقان” فسيعيد الغرب التفكير مرتين في طريقة ردع الجهة الحاكمة بأساليب أشد قسوة..