أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (تحليل)
تعمل كلّ من الإمارات والبحرين وإسرائيل بشغف على جني ثمار العلاقات الطبيعية، بعد اتفاق السلام التاريخي، وسط سعي لتعزيز الآمال في التعايش السلمي.
بالطبع، ليس الجميع في المنطقة مسرور بهذا التعاون الحاصل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، فالمعسكر غير الراضي يمكن أن يظهّر نفسَه من خلال الأصوات التي يصدرها. حماس وإيران، محور هذا المعسكر.
من المفترض أن تكون حركة حماس وإيران على خلاف إيديولوجي، لكن رغم ذلك، فقد وجد كلّ منهما الآخر حليفاً مناسباً. ورغم الاختلاف هذا، إلّا أنّهما يلتقيان على أمور كثيرة، فكلاهما يعتمدان تسييس الدين، والعنف، وزعزعة الاستقرار، كأدوات رئيسية لتحقيق أهدافهما.
كلاهما يعتمدان تسييس الدين، والعنف، وزعزعة الاستقرار، كأدوات رئيسية لتحقيق أهدافهما
من المشاهد اللافتة في هذا الإطار، أنّ الجانبين اختلفا حول الحرب في سوريا، ففي حين بررت إيران تورّطها في الحرب الأهلية هناك، لم تنخرط حماس في الحرب السورية ووجدت في ذلك تكلفة سياسية باهظة بالنسبة لها، ورغم ممارسة إيران الضغط عليها للقتال إلى جانب نظام الأسد، إلّا أنّ القيادة الحمساوية رفضت ذلك تجنباً لفقدان السيطرة على الحركة، وهو الأمر الذي وتّر العلاقة بين الجانبين لبعض الوقت.
ولكن، مع تطور الصراع السوري، تسعى الآن حماس لإصلاح علاقاتها مع إيران. وفي هذا الإطار، يصبّ لقاء أحمد عبد الهادي، ممثل حماس في لبنان، بالسفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا بداية شهر تموز الماضي. وفي الوقت نفسه، قام القيادي البارز في حركة حماس إسماعيل هنية، بإرسال ممثلين إلى كلّ من حزب الله والحوثيين طالباً الدعم لحماس.
هنا نرى أنّ إيران لا تقف موقف اللامبالي إزاء مبادرات حماس، إذ أرسل المرشد الأعلى علي خامنئي رسالة إلى حماس في السادس من يوليو، كرّر فيها دعم نظامه للحركة. وبعد سبعة وعشرين عاماً من الغياب، زار اسماعيل هنية في السادس من سبتمبر لبنان آتياً من اسطنبول، فالتقى زعيم حزب الله حسن نصر الله، وشدّد الرجلان على “المصير المشترك” لتنظيميهما، والمرتبط بإيران صراحةً.
إيران هي مصدر أسلحة حماس والممول لها
لا يُخفى على أحد أنّ إيران هي التي تمدّ حركة حماس بالأسلحة بشكل رئيسي، وهذه الأخبار تتوارد مراراً وتكراراً، وفي الآونة الأخيرة، في سبتمبر تحديداً، عُرض فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة، وهو يروّج لحماس، فلم يترك أيَّ مجال للشك في أنّ إيران هي مصدر أسلحة حماس والممول لها.
لكن في ظلّ الوضع المالي الإيراني السيء، والذي يزداد تدهورأً، تبرز الحاجة إلى إيجاد طرف آخر يتحمل دفع نفقات حماس، وعادة ما يقتصر هذا الدور على قطر التي ضخّت مؤخراً مئة وخمسين مليون دولاراً في خزائن حركة حماس، وفق ما تم إعلانه في مارس الماضي.
وتستخدم قطر المساعدات لتوجيه حماس باستمرار، بما يتناسب مع أهواء الدوحة ورغباتها، فيما حماس هي غير راضية بتلاعب قطر بها، لكن لا خيارات كثيرة أمامها، في وقت يعاني فيه مصدر تمويلها الأساسي، إيران، أزمةً مالية كبيرة.
إزاء هذا الواقع، ثمّة ما يثير الاهتمام، فالصين تعد الآن بتقديم مساعدات مالية لإيران، بعشرات المليارات من الدولارات، على شكل استثمارات. ومع توفير الحزب الشيوعي الصيني شريان الحياة للنظام الإيراني، ومساندة طهران المستمرة لحماس، حينها، تكون الظروف مهيأة لإطالة معاناة سكان غزة، باسم السياسة، ومن خلال التدخل الدولي. وبذلك يصبح المحور مثلثًا بالفعل.