أخبار الآن | هونغ كونغ – hongkongfp
تسعى الصين باستمرار لضرب الحريات الدينية، وتهدف إلى تدمير الثقافات بشكل كبير، والممارسات على ذلك واضحة وبارزة في الكثير من الأماكن، خصوصاً في شينجيانغ، حيث الاضطهاد يطال أقلية الإيغور المسلمة والجماعات العرقيّة الأخرى.
وفي هونغ كونغ، فإنّ بكين لن توفر جهداً لجعل المدينة شبه المستقلة تحت سطوتها. ولهذا، يخشى الكاردينال جوزيف تشن من اختفاء الحرية الدينية التي تتمتع بها المدينة، في ظلّ قبضة بكين المتشدّدة.
وتشن، وهو كاهن كاثوليكي، كان فرّ من الصين عندما كان مراهقاً، ووجد في هونغ كونغ الملاذ الآمن له، وهي المنطقة التي تعتبرُ مهداً للحريات. ويُعرف تشن (88 عاماً) بانتقاداته اللاذاعة الموجّهة ضد الحزب الشيوعي الصيني وممارساته، وهو يعتبر أنه متى يتم انتزاع حريات الناس، تختفي الحريات الدينية أيضاً.
وكانت هونغ كونغ ملاذاً للأديان قبل وبعد تسليمها إلى الصين عام 1997. وفي البر الرئيسي الصيني المُلحد رسمياً، يخضع الدين لرقابة صارمة من قبل الحزب الشيوعي الصيني، وذلك في ظلّ حكم الرئيس شي جين بينغ. وهناك، تكثفت حملات القمع، من هدم الكنائس السريّة إلى اضطهاد أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ وغيرها من الممارسات والانتهاكات.
في المقابل، تفتخر هونغ كونغ باحتضانها التنوع الديني، بما في ذلك الجماعات التبشيرية الممنوعة من البر الرئيسي. غير أنّ تشن يتساءل إلى متى يمكن أن يستمرّ ذلك.
وبعد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي شهدتها هونغ كونغ العام الماضي، شنّت الصين حملة قمع ضد خصومها في المدينة شبه المستقلة.
وفي أواخر يونيو/حزيران، جرى فرض قانون الأمن القومي الذي يحظر وجهات النظر المعارضة. وتدّعي السلطات أنّ “الحريات الدينية لن تتأثر بالقانون الجديد”، لكن تشن يعتقد أنّ “القانون يتطلب طاعة مُطلقة للحكومة”.
وتعكس المجتمعات الدينية في هونغ كونغ الانقسامات السياسية الخاصة بالمدينة والتنوع أيضاً. وهناك، فإنّ العديد من الكنائس لديها تجمعات موالية لبكين. فالرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ هي كاثوليكية متدينة، في حين أن رئيس الكنيسة الإنجليكانية في هونغ كونغ هو عضو في هيئة استشارية سياسيّة عليا في بكين.
وقبل وقت قصير من الكشف عن قانون الأمن القومي الجديد، جمع مكتب الاتصال في بكين، أكثر من 50 من القادة الدينيين في هونغ كونغ. ويُقال أنهم تمّ الحصول على أكثر من 20 مباركة للقانون، بما في ذلك الكاردينال جون تونغ الذي انتقد رجال الدين لتحريضهم على الكراهية من خلال مناقشة السياسة في الخطب. كذلك، حذر تونغ من أن الأشخاص المتعاطفين مع الاحتجاجات الديمقراطية يقوضون الانسجام الاجتماعي ويعتقد أن هذا القانون لا علاقة له بالحرية الدينية.
VIDEO: Hong Kong's Cardinal Zen, 88, has spent his retirement looking on with increasing alarm at the Vatican's embrace of Beijing — and the recent imposition of a sweeping security law on the city has only heightened his fears pic.twitter.com/v5Hd2EKCX4
— AFP News Agency (@AFP) October 8, 2020
ولا يشعر جميع الزعماء الدينيين بالارتياح إزاء التأكيدات التي تدعي أن حريتهم ستبقى كما هي. تنظر العديد من الكنائس في هونغ كونغ إلى الحزب الشيوعي الصيني بريبة عميقة وتدعم علناً الحركة الديمقراطية.
وكانت بعض الشخصيات البارزة في الاحتجاجات السابقة في العام 2014 من الإنجيليين مثل بيني تاي، تشان كين مان، والقس تشو، وجميعهم أدينوا في النهاية بسبب نشاطهم.
بعد ذلك، عندما اندلعت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في العام الماضي، فتحت الكنائس المتعاطفة أبوابها في كثير من الأحيان أمام الحشود الفارين من الغاز المسيل للدموع، وأصبحت ترنيمة “غنِّوا للرب” نشيداً للاحتجاج.
ومع تكثيف الشرطة للاعتقالات ضد قادة الاحتجاجات، انضمت بعض الشخصيات الدينية إلى أولئك الذين يغادرون هونغ كونغ إلى الأبد.
وفي أغسطس/آب ، أعلن وونغ سيو يونغ ويونغ كين كيونغ، وهما قساوسة إنجيليان وقعا “إعلان الإنجيل” المشترك الذي ينتقد بكين، أنهما هربا إلى الخارج إلى وجهة غير معلنة.
ودعا الإعلان في مايو/أيار إلى “نبذ كل الأكاذيب والإشارة بشجاعة إلى أخطاء الدولة” ومقاومة أي “نظام شمولي”. وبعد شهرين، اتهمت الصحف الموالية لبكين في هونغ كونغ، كلاً من يونغ و كيونغ، بـ “التحريض على الانفصال والتخريب”، وهما 2 من الجرائم التي ينص عليها قانون الأمن القومي الجديد.
وقال القس المخضرم المؤيد للديمقراطية يوين تين ياو: “أرى أنه من السذاجة الاعتقاد بأن قانون الأمن القومي لن يؤثر على المؤمنين”. وأضاف: “إنه ضربة واسعة النطاق على الحريات وحقوق الإنسان”.
فاجعة أب باكستاني: الصين احتجزت ابنه الإيغوري وأرسلت ابنتيه إلى دار للأيتام
لم يقتصر الاضطهاد الذي تعرض له الإيغور في إقليم شينجيانغ على الأقلية المسلمة، بل امتد ليشمل أبناء شعوب أخرى ممن ربطتهم علاقات بالإيغور أو حاولوا الدفاع عنهم، وهو ما كان في قصة رب عائلة باكستاني يدعى “إسكندر حياة”، واجه فجيعة مازالت تقض مضجعه حتى اليوم.