أخبار الآن | الأمم المتحدة – الولايات المتحدة (أ ف ب)
دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة خلال اجتماع مغلق الإثنين كلاً من أرمينيا وأذربيجان إلى احترام هدنة جديدة اتفقا عليها في ناغورني قره باغ، المنطقة الانفصالية التي خلّف القتال فيها بين الطرفين مئات القتلى منذ 27 أيلول/سبتمبر.
وخلال الاجتماع الذي عُقد بطلب من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، كرّر أعضاء المجلس الخمسة عشر النداء الذي وجّهه الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش للطرفين باحترام “الهدنة الإنسانية” التي كان يفترض أن تدخل حيّز التنفيذ الأحد.
وقال دبلوماسي في الأمم المتّحدة إن “الجميع تشاطروا وجهة النظر نفسها: الوضع سيّئ وعلى الجانبين التراجع والاستجابة لنداءات الأمين العام بوقف إطلاق النار”.
ووفقاً لدبلوماسيين فإنّ روسيا التي تتولّى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في الأمم المتحدة تعمل على إصدار بيان يدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.
ويدعو مشروع البيان، الذي يتوقّع أن يتّفق أعضاء المجلس في الأمم المتحدة عليه هذا الأسبوع، أيضاً أرمينيا وأذربيجان لاستئناف المفاوضات التي ترعاها مجموعة مينسك.
وترأس روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مجموعة مينسك التي أنشأتها منظمة الأمن والتعاون في 1992 لإيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي.
وكان يفترض أن تبدأ الهدنة الإنسانية منتصف ليل الأحد-الإثنين (20,00 ت غ الأحد) لكنّ وزارة الدفاع الأذربيجانية قالت صباح الاثنين إن القوات الانفصالية الأرمينية قصفت أراضي منطقة أغجابيردي وليلًا مناطق غيرانبوي وترتر وأغدام.
من جانبها، اتّهمت سلطات ناغورني قره باغ أذربيجان بإطلاق نيران مدفعيتها ليلاً “على مختلف قطاعات الجبهة” ومواصلة هجماتها في الصباح. وقالت إن “جيش قره باغ يتخذ إجراءات متناسبة”.
وأعلنت الهدنة الجديدة بعد هجوم هو واحد من الأعنف طاول المدنيين السبت، عندما أصاب صاروخ منطقة سكنية في غنجة ثاني مدن أذربيجان، موقعاً 13 قتيلاً بينهم أطفال.
وأسفر استئناف القتال منذ ثلاثة أسابيع عن مقتل أكثر من 800 شخص وفق أرقام رسمية ينشرها الطرفان. لكن يُعتقد أنّ الخسائر أعلى بكثير، إذ لم تعلن أذربيجان عن أي حصيلة عسكرية.
وأعلنت يريفان مقتل 710 جنود أرمن و36 مدنياً في القتال. وتقول باكو إنّ 60 مدنياً أذربيجانياً قتلوا.
وانفصل إقليم ناغورني قره باغ وغالبية سكانه من الأرمن المسيحيين عن أذربيجان وغالبية سكّانها من الشيعة الناطقين بأحد فروع اللغة التركية، قبيل تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وأدّى ذلك حينها إلى اندلاع حرب خلّفت 30 ألف قتيل. وأعلن في 1994 عن وقف لإطلاق النار لكنّ الاشتباكات لا تنفك تتجدّد بين الفينة والأخرى.