أخبار الآن | نيويورك – الولايات المتحدة الأمريكية (أ ف ب)
أثار الثلاثاء الأسود في نيجيريا ضجة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وقد وصلت أصداء هجوم الشرطة على المتظاهرين السلميين في لاغوس، إلى الأمم المتحدة التي طالبت بـ”إنهاء وحشية الشرطة وانتهاكاتها في نيجيريا”. فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إلى “إنهاء وحشية الشرطة وانتهاكاتها في نيجيريا” بعد قمع تظاهرات احتجاجية في لاغوس، دانه الاتحاد الأوروبي بشدة. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان، إنّ الأمين العام “يحث قوات الأمن على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في كلّ الأوقات، ويدعو المتظاهرين إلى الاحتجاج بطريقة سلمية والامتناع عن أيّ أعمال عنف”.
من جهته، دان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي القمع الدموي لتظاهرة سلمية في لاغوس العاصمة الاقتصادية لنيجيريا الثلاثاء، فيما قال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل في بيان، إنّ “المعلومات عن سقوط قتلى وجرحى في تظاهرات مقلقة”، مضيفاً أنّه “من الضروري إحالة المسؤولين عن هذه التجاوزات على القضاء ومحاسبتهم”.
وفرّقت السلطات بالرصاص الحي أكثر من ألف متظاهر تجمّعوا سلمياً في لاغوس بعدما دخل حيّز التنفيذ حظر تجول فُرض لإضعاف الحركة الاحتجاجية الشعبية المتواصلة منذ عشرة أيام. وقد سُمع إطلاق نار في محيط مكان التجمّع في وقت لاحق خلال ليل الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، بحسب صحافية من وكالة فرانس برس، في حين كانت الأحياء التجارية في لاغوس فارغة تماماً وكل متاجرها مغلقة.
“وحشية الشرطة” تصدم العالم في الثلاثاء الأسود
هذا وكانت نيجيريا استفاقت، صباح الأربعاء، على هجوم للقوات المسلحة على متظاهرين سلميين في لاغوس أوقع 25 جريحاً على الأقل وعددا من القتلى. وعنونت الصحف النيجيرية صفحاتها الأولى “الثلاثاء الأسود” و”الثلاثاء الدامي”، فيما توالت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استقالة الرئيس محمد بخاري، لا سيما من جانب نجم الموسيقى النيجيرية دافيدو ومتابعيه البالغ عددهم ملايين.
وذكرت منظمة العفو الدولية لوكالة فرانس برس أنّ العديد من المتظاهرين قتلوا مساء الثلاثاء، مؤكّدةً أنّها لا تزال تسعى “لتحديد عددهم بدقة”.
وفي السياق، نفى حاكم ولاية لاغوس باباجيدي سانوو-اولو وجود قتلى، قائلاً: “عكس ما يجري تداوله على مواقع التواصل، لا يوجد قتلى”. وأضاف أنّه تجري معالجة 25 جريحاً حالياً في ثلاثة مستشفيات في المدينة، مؤكّداً أنّه قام بزيارتهم صباحاً. كما كتب في تغريدة الأربعاء: “مسؤولية هذا الحادث المأساوي تقع على عاتقي، وسأعمل مع الحكومة الفدرالية لتحديد ما حصل”، مؤكّداً أن عملية القمع “خرجت عن سيطرته”.
ونفى الجيش النيجيري على تويتر أن يكون مسؤولاً عن إطلاق النار، لكن مقاطع فيديو يجري تداولها بكثافة على مواقع التوصل الاجتماعي تظهر رجالاً ببزات عسكرية وهم يطلقون الرصاص الحي. وأعلنت الشرطة الثلاثاء عن نشر فوري لوحدات مكافحة الشغب فيما كانت التظاهرات في معظم مدن البلاد تتطور إلى صدامات وأعمال شغب. لكن في ليكي حيث وقع إطلاق النار، حافظت التظاهرات على طابعها السلمي طوال اليوم.
إحراق مقر محطة تلفزيون في مدينة لاغوس النيجيرية
وأضرمت النيران في مقر قناة “تي في سي” المحطة التلفزيونية الخاصة المعروفة بصلتها بسياسي نيجيري كبير في في لاغوس، كما صرح مديرها أندرو هانلون لوكالة فرانس برس، غداة حملة قمع دامية لاحتجاجات سلمية. وقال إنّ “مجرمين هاجموا المبنى عند الساعة 09,30 بزجاجات حارقة”، موضحاً أنّ “مقرنا بأكمله لا يزال يحترق”، مع الإشارة إلى أنّ هذه القناة تعتبر قريبة من السياسي المعروف في الحزب الحاكم بولا تينوبو، الذي كان حاكماً للاغوس.