أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أسيا تايمز)
في أوائل عام 2018 بدأ نجم كيم يو جونغ بالصعود وتحدثت تقارير أنها ستكون زعيمة كوريا الشمالية المقبلة، كيف لا وهي الأخت الصغرى للزعيم الكوري الشمالي وظله اللصيق به , ولا تفارقه إلا وقت النوم.
تقول صحيفة آسيا تايمز إنه في عالم يميل فيه اللاعبون الأقوياء إلى عدم الابتسام، كانت كيم النحيلة ذات الجاذبية وحشاً مختلفاً تماماً.. فهي شابة، وأنثى، ومتمكنة، مع شراسة تسري عبر عروقها، إذ حذرت مقالة افتتاحية نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان “كيم يو جونغ أخت مخادعة” من أن كيم، بنمشها وابتسامتها الملغزة، هي غاسلة دماغ مدربة وموثوق بها في نظام عائلي.
يقول سونغ يون لي، الأستاذ في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس إن الطريقة المتاحة لها لبناء مصداقيتها لا تتمثل في أن تلعب دوراً لطيفاً، بل في أن تكون ديكتاتوراً قاسياً على شعبها، يشكل تهديداً نووياً حقيقياً للولايات المتحدة”.
منذ تولي كيم جونغ اون حكم كوريا الشمالية, بدأت شقيقته باعتلاء مناصب عليا في الدولة لم يسبق لامرأة في كوريا الشمالية أن تقلدتها من قبل، وتنبأ كثير من المعارضين بأنها ستصبح زعيمة كوريا الشمالية المقبلة، في الوقت نفسه بدأ جيل كامل من الفتيات اللاتي درسن معها بالاختفاء, ولم يبقَ منهن سوى أجسادهن الممزقة بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
تُظهر كيم لوسائل الإعلام أنها راعية للسلام ومحبة لفعل الخير، وخلف الكواليس تهوى مشاهدة تنفيذ حكم الإعدام بالمعارضين لحكم أخيها كيم جونغ أون، درست في سويسرا ثم عادت لتتابع دراستها في جامعة كيم إيل سونغ، ولم يكن يرق لها كثير من الطلبة فأمرت بإعدامهم حين استلم شقيقها الحكم.
يُحكى في كوريا الشمالية بحسب منشقين ومعارضين لحكم أخيها , أن كيم لا يثق إلا بها , فهي بمثابة مستشاره الوحيد, وأكثر من ذلك فهي من تملي عليه كثيراً من قراراته ، وأهم هذه القرارات كان تصفية المشتبه بهم من عائلة كيم نفسها، حيث أمرت بإعدام زوج عمتها , كما أنها من أوعزت بإعدام المسؤولين الذين ينامون أثناء خطابات أخيها ومن لا يصفقون له، وبالتالي من الطبيعي أن تصبح زعيمة كوريا الشمالية المقبلة.
كانت مهندسة لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أخيها، وتقود مباحثات السلام مع كوريا الجنوبية، وتظهر في كثير من المناسبات مع شقيقها إضافة إلى مرافقتها له في رحلاته إلى الخارج.
وفي حين يرى كثيرون في شقيقها الزعيم مادة للسخرية والفكاهة، فإنهم يرون فيها الوجه المخيف في كوريا الشمالية رغم محاولتها الابتسام أمام الكوريين، الذين يرون أنها ستكون زعيمة كوريا الشمالية المقبلة.
إضافة إلى دورها السياسي في البلاد فهي مسؤولة الإعلام والعلاقات الخارجية، كما تعتبر المسؤولة عن إطلالة أخيها الزعيم والدعاية المصاحبة له، إذ قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن كيم يو جونغ لديها سمعة بأنها تروج بشدة لدعاية كوريا الشمالية، وكانت بين المسؤولين الذين عملوا على سن سياسات رقابة صارمة وإخفاء سلوكها اللا إنساني والقمعي.
في عام 2012 أجريت ما تشبه المسابقة لاختيار العريس المناسب لها, ووضعت شروط قاسية للمتقدمين، وتمكن 30 شخصاً من التأهل لمرحلة ما قبل الاختيار، واستمرت عملية الاختيار والبحث عن العريس حتى جاء عام 2015 وأعلن زواجها من أحد أبناء قيادات الحزب الحاكم في كوريا الشمالية , وأنجبت منه طفلها الوحيد عام 2016.
لا يظهر زوجها مطلقاً في المناسبات السياسية , حتى أن المعارضين للنظام الحاكم في بيونغ يانغ يرون به من يقوم بواجبات الزوجة, وهي من تلعب دور الزوج، وبات لقبها في الإعلام العالمي الرجل الثاني في كوريا الشمالية.
قبل أيام ، كشفت كوريا الشمالية عن صاروخ باليستي جديد عابر للقارات، وذلك خلال عرض عسكري في بيونغ يانغ. وقال محللون عن الصاروخ الذي جرى الكشف عنه أنّه “غير مسبوق” ولم يظهر من قبل.
وشهد الحدث الذي أقيمَ يوم السبت للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لحزب العمال الحاكم، حشداً عسكرياً كبيراً، بدءاً من الجنود إلى الدبابات وقاذفات الصواريخ، وظهر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال العرض العسكري، وبلاده تواجه تحديات هائلة والتي تتمثل بجائحة فيروس “كورونا” المستجد، والعقوبات الدولية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي خطاب ذرف فيه الدموع، اعتذر أون عن فشله في تحسين ظروف شعبه المعيشية، وقال: “لقد وضع شعبنا ثقتهم بشكل أعلى من السماء وعمق البحر، في شخصي، لكنني فشلت في الارتقاء بهم”. وتابع: “أنا آسف جداً لهذا. جهدي وإخلاصي لم يكونا كافيين لتخليص مواطنينا من المصاعب في حياتهم”.