بومبيو وإسبر في الهند
حذّرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، من “التهديدات للأمن والحرية” التي تمثلها الصين، أثناء زيارة لوزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين مايك بومبيو ومارك إسبر للهند.
وفي مؤشر على تعزيز روابطهما الاستراتيجية، يُفترض أن يوقع البلدان خلال النهار اتفاقاً بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وصرّح بومبيو قبل بدء لقاءات مع وزيري الخارجية والدفاع الهنديين سوبراهمانيام جايشانكار وراجناث سينغ، “ثمة فرصة جديدة اليوم للتقارب بين دولتين ديموقراطيتين عظيمتين”.
وتابع وزير الخارجية أن لدى الدولتين قائمة طويلة من المسائل التي ينبغي مناقشتها: التعاون في مجال مكافحة وباء كوفيد-19 و”التصدي للتهديدات للأمن والحرية التي يمثلها الحزب الشيوعي الصيني” و”الترويج للسلام والاستقرار في كل المنطقة”.
وأشار إسبر من جهته، إلى أن الولايات المتحدة تريد تعزيز روابطها مع الهند، في وقت لا يزال التوتر شديداً عند حدودها المتنازع عليها مع الصين في منطقة هملايا، بهدف “الاستجابة لتحديات اليوم والحفاظ على مبادئ منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمنفتحة على المستقبل”.
وأعلن بومبيو وإسبر مساء الاثنين رغبتهما في تعميق العلاقات بين الولايات المتحدة والهند أثناء لقاء رباعي مع نظيريهما الهنديين. وكتب جايشانكار في تغريدة أن العلاقات بين البلدين “تنمو بشكل كبير في كل المجالات”.
وسيتيح “اتفاق التبادل والتعاون الأساسي” الذي ينبغي توقيعه، للولايات المتحدة تبادل معطيات سرية للغاية مستقاة من أقمار اصطناعية وأجهزة استشعار، ستساعد الهند في ضبط وضعية صواريخها ونشر جنودها.
وسيتيح أيضاً للولايات المتحدة توفير أحدث تقنيات الملاحة لطائرات مقاتلات يمكن أن تزوّد بها الهند.
ويسعى إسبر لكي تشتري الهند طائرات “اف-18” الأميركية وتخفف اعتمادها على روسيا في مجال التسلح. لكن الهند ترغب في تصنيع قسم أكبر من أسلحتها على أراضيها وتطلب استثمارات.
وجاء في بيان أمريكي أن إسبر وسينغ “رحبا بزيادة تبادل المعلومات”.
وأعلنت وزارة الدفاع الهندية أن الوزيرين ناقشا “مجالات التعاون الجديدة الممكنة” من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت علاقات الولايات المتحدة والهند مع الصين متوترة أكثر فأكثر.
وتخوض الولايات المتحدة حرباً تجارية مكثفة مع الصين وتكثّف تحذيراتها ضد قوة بكين الاقتصادية والعسكرية.
تبحث نيودلهي عن دعم دولي بعد مواجهتها الدامية مع الصين في حزيران(يونيو) هي الأولى منذ 45 عاماً، عند حدودهما المتنازع عليها في لداخ (شمال الهند). وأوقع اشتباك مباشر عشرين قتيلاً من الجانب الهندي وعدداً مجهولاً من الضحايا في صفوف الجنود الصينيين.
في أيلول(سبتمبر)، تبادلت القوتان النوويتان مسؤولية عملية إطلاق نار عند حدودهما، هي الأولى منذ العام 1975. ونقلتا عشرات آلاف الجنود إلى هذه المنطقة الواقعة على جبال هملايا حيث يقترب حلول فصل الشتاء.
ووافقت الهند التي تسعى للحصول على معدات لمكافحة البرد من الولايات المتحدة، أن تشارك أستراليا في تشرين الثاني(نوفمبر) بمناورات مهمة قبالة السواحل الهندية للمرة الأولى منذ العام 2007، هي تدريبات “مالابار” التي تشمل عادة الهند والولايات المتحدة واليابان.
ويُظهر المسؤولون الأمريكيون رغبتهم في رؤية “المجموعة الرباعية”، وهي تجمّع استراتيجي غير رسمي يضمّ الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، تعزز هيكليّتها أكثر. وتقدَّم هذه المجموعة على أنها أداة للتصدي للتأثير الصيني وخصوصاً البحرية الصينية.
بعد لقاءاته في الهند، يتوجّه بومبيو إلى سريلانكا والمالديف حيث تثير استثمارات الصين وتأثيرها المتزايد قلق واشنطن ونيودلهي، ومنها إلى اندونيسيا.