أخبارا لآن | دبي -الإمارات العربية المتحدة ( منى عواد)
أزمة جديدة يعيشها الشعب الإيراني، فبينما تسعى الحكومة إلى إنفاذ خزائنها في التسليح وفي الصواريخ الباليستية، والتدخل في دول الجيران، يعيش مرضى السكري أزمة حقيقية وذلك بسبب نقص مادة الانسولين الضرورية لعلاجهم.
الحكومة تتعلل بصعوبة الاستيراد والعقوبات الامريكية المفروضة عليها إلا ان رواية الحكومة بعيدة كل البعد عن الحقيقية. ناشطون ومرضى يوجهون أصابع الاتهام نحو الفساد والتهريب.
ماجعل مواقع التواصل الاجتماعي، تشهد الأسبوع الماضي في إيران احتجاجات وانتقادات ضد الحكومة الإيرانية نتيجة نقص علاج الأنسولين في البلاد، فيما تحدثت تقارير صحافية عن أنه ”مرت ثمانية أشهر على نفاد أقلام الأنسولين في الصيدليات في إيران“.
ودفع عدم استجابة المسؤولين الحكوميين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لتوزيع هاشتاغ ”لا أنسولين“ للتعبير عن قلقهم بشأن حالة مرضى السكري، مطالبين الحكومة بمعالجة المشكلة الخطيرة على الفور.
واليوم، يعيش مرضى السّكر في إيران بانتظار موتٍ مؤجل إلى حين، بعد أن فُقدت مادة الأنسولين من مختلف الصيدليات في إيران نتيجة عمليات التهريب، وفي حال وجود فإنّ قيمة العبوة الواحدة منه وصلت إلى نصف مليون تومان (السعر الرسمي 30 ألف تومان)، أي أنّ قيمة علبة واحدة من الأنسولين باتت تُعادل ثلث الحد الأدنى للأجور في إيران.
5 ملايين مريض سكري في إيران في خطر بعد نفاذ “الأنسولين”
ومن بين أكثر من خمسة ملايين مريض بالسكري في إيران، يحتاج 600 ألف على الأقل إلى حقن الأنسولين يوميا واستخدام شريط اختبار جلوكوز الدم لقياس نسبة السكر في الدم يوميا.
وفي 17 سبتمبر الماضي، كتب 120 من اختصاصيي الغدد الصماء رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني يقولون فيها إنه ”على الرغم من مراسلات جمعيات مرض السكري مع البنك المركزي ووزارة الصحة حول النقص الحاد في شرائط اختبار الجلوكوز وأقلام الأنسولين، فإن كبار المسؤولين الإيرانيين لم يفعلوا أي شيء“، مطالبين روحاني بضرورة معالجة العجز الحاصل.
وأشار الخبراء إلى أنه يمكن للحكومة توفير الأنسولين المطلوب، ”لكن الحكومة لم تعترف بعد بضرورة توفير الأنسولين كدواء حيوي للغاية“.
وفي أعقاب الاحتجاج، طلب مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، في رسالة إلى وزير الصحة سعيد نمكي في 30 سبتمبر / أيلول الماضي، أن ”يتصرف بأمر من رئيس الجمهورية، ويتحقق ويتحرك على الفور لتوفير الأنسولين“.
ومع ذلك، بعد مرور أكثر من شهر على خطاب واعظي، لم تتم معالجة مشكلة نقص أقلام الأنسولين.
وأشار مسؤولون حكوميون في وقت سابق إلى ”صعوبة تأمين العملة الصعبة وتخصيصها لشركات الأدوية“ كأحد الأسباب الرئيسية لنقص قلم الأنسولين وشرائط اختبار الجلوكوز.
وقال عضو لجنة الصحة البرلمانية، همايون نجف آبادي، إن النقص قد يكون ناتجا عن ”تهريب عكسي“ للمنتجين إلى دول الجوار.