ايمانويل ماكرون.. هو الرئيس الذي وصل إلى سدة الرئاسة الفرنسية في العام 2017، وسط أمل بإحداث تحوّل في فرنسا، وتحقيق إصلاحات تحتاج إليها البلاد بشدّة، وكذلك استعادة مكانتها على الساحة العالمية.
لكن الرئيس الشاب يواجه اليوم مرحلة هي الأصعب في تاريخ حكمه، وفق ما يقول برونو كوتر، الباحث السياسي في مركز دراسات الحياة السياسية الفرنسية، فيما يقول مستشارٌ للرئاسة الفرنسية، إنّ “هذا الضغط المستمر لا يمنحنا أيَّ متنفّس”، مضيفاً: “لقد فقدنا السيطرة على جدول الأعمال”، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
أزمتان متزامنتان
أزمتان متزامنتان إذاً تواجهان ماكرون، الأولى تتمثل بتصديه لموجة تفشٍ ثانية لفيروس كورونا، والثانية الاضطراب الأمني لا سيّما مؤخراً، ما يدخل عهده في مرحلة مفصلية، ستحددُ معاييرَ نجاحِ ولايتِهِ الرئاسية أو فشلها، وكذلك ستحددُ حظوظَ إعادة انتخابه.
الأزمات الحالية ليست جديدة أو الأولى، ففي العام 2018، بدأت سلسلة أزمات مع حركة “السُتُرات الصفراء” الاحتجاجية، التي استمر زخمها أكثر من عام، تلتها إضرابات عامة في فصل الشتاء الماضي على خلفية تعديل نظام التقاعد في البلاد. وحين خف زخم الإضرابات وبدأ ماكرون طرح مشاريع النصف الثاني من ولايته، تفشى فيروس كورونا المستجد عالمياً، ما دفع فرنسا إلى فرض إغلاق تام لاحتوائه.
ماكرون فرض الأسبوع الماضي إغلاقا ثانيا لمواجهة تفشي كورونا
بعد ذلك بدأ الاقتصاد الفرنسي بالتعافي من تداعيات الإغلاق، لكن لسوء الحظ أن الموجة الثانية لكورونا بدأت بالتفشي، ما أجبر ماكرون الأسبوع الماضي على فرض إغلاق ثان.
وحالياً، تعيش فرنسا تحت وقع الصدمة جرّاء الأحداث الأمنية الأخيرة، التي قضى فيها 4 أشخاص… أحداث وضعت فرنسا في عين العاصفة.
كلّ ذلك يدفع الفرنسيين إلى التفكير بالانتخابات الرئاسية المقررة في 2022، والتي من المرجّح أن يواجه فيها ماكرون زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبن.