أكّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين، على موقف المملكة العربية السعودية الذي يدين بقوّة الرسوم المسيئة للرسول محمد، وأن تكون حرية التعبير قيمة أخلاقية تنشر الاحترام والتعايش بين الشعوب، لا أداة لإشاعة الكراهية والصدام الثقافي والحضاري. وجاء ذلك خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً من المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أنّ الجانبين اتفقا على ضرورة التصدي لكافة أشكال التطرف والإرهاب. كما أكّد العاهل السعودي على إدانة المملكة واستنكارها الشديد للعمليات الإرهابية التي تمّ ارتكابها مؤخراً في فرنسا والنمسا، مشسراً إلى أهمية تعزيز التقارب بين أتباع الأديان والحضارات، ونشر قيم التسامح والاعتدال، ونبذ كافة أشكال الممارسات التي تولد الكراهية والعنف والتطرف.
كما تمّ بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ودعم الجهود المبذولة لإنجاح أعمال قمة العشرين التي تستضيفها السعودية هذا الشهر.
قمّة أوروبية لبحث “التهديد الإرهابي”
في الغضون، تعقد الثلاثاء قمّة عبر الفيديو تتناول الرد الأوروبي على “التهديد الإرهابي”، ويستبقها المستشار النمساوي سيباستيان كورتز بزيارة باريس. ويشارك في القمة الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
ويلي القمة عبر الفيديو مؤتمر صحافي يضمّ مشاركين عدة في القمة، وفق ما ذكر قصر الإليزيه، وذلك بعد أسبوع من اعتداء إرهابي شهدته فيينا وبعد اعتداء نيس في جنوب شرق فرنسا وقتل المدرّس الفرنسي صامويل باتي في فرنسا في أكتوبر.
يأتي ذلك في وقت أفادت فيه الشرطة النمساوية أنّها اعتقلت الإثنين 30 شخصاً في أكثر من 60 عملية دهم، نفذتها ضمن عملية لمكافحة الإرهاب، لكنّها أشارت إلى أنّ هذه الاعتقالات ليست على صلة بالهجوم الذي حصل الأسبوع الماضي في فيينا.
جولة فرنسية
إلى ذلك أجرى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان جولة في عدد من الدول العربية، بدأها بزيارة مصر، وتهدف لتهدئة أزمة الرسوم الكاريكاتورية. وقد التقى لودريان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب. وخلال لقاءاته، أكّد لودريان احترام فرنسا العميق للإسلام. وقال الوزير الفرنسي إنّ باريس تسعى لتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع القاهرة ، مضيفاً: “رسالتي خلال زيارتي للقاهرة هى تأكيد احترام بلادي للإسلام”. وقال خلال مؤتمر صحافي: لقد أشرت إلى الاحترام العميق للإسلام، ما نحاربه هو الإرهاب، إنه اختطاف الدين، إنه التطرف”. وكانت المغرب المحطة التالية في جولته، وهي تأتي بعد تنديد المغرب بتكرار نشر الرسوم الكاريكاتورية في الصحف الفرنسية، معتبرةً أنّ ذلك لا يمكن أن يندرج في سياق حرية التعبير.