في فبراير الماضي، وقعت إدارة الرئيس دونالد ترامب اتفاقاً في الدوحة مع جماعة طالبان ينصّ على انسحاب كامل للقوات الأمريكية من أفغانستان بحلول أيار (مايو) العام 2021 مقابل ضمانات أمنية. وينص الإتفاق خصوصاً على منع المجموعات “الجهادية”، مثل القاعدة أو تنظيم داعش، من شنّ عمليات إنطلاقاً من أفغانستان.

ماذا تتوقع طالبان من بايدن؟

في هذا السياق، أعلنت طالبان أنّها تتوقع من الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة جو بايدن، أن تحترم الإتفاق الموقّع مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. لكن فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أحيا آمالاً لدى العديد من المدنيين الذين يعتقدون أنّه يمكن أن يبطىء ما يرونه انسحاباً سريعاً جدّاً للقوات الأمريكية.

وأملت طالبان أن تحترم حكومة بايدن الاتفاق الموقع في الدوحة. وقال محمد نعيم الناطق باسم الحركة لوكالة فرانس برس: “لقد وقعنا إتفاقاً مع الحكومة الأمريكية وليس مع شخص واحد”، مضيفاً: “نامل ألا تضعف العملية الجارية حالياً، بل أن تتعزز”.

وانسحاب القوات الأجنبية كان أحد العناصر الأساسية لجهود ترامب لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. وكما كان متوقعاً، فقد أغلق الجيش الأمريكي عدّة قواعد في مختلف أنحاء البلاد وسحب آلاف الجنود.

والإتفاق الذي لم توقعه كابول، لأنّ الحكومة الافغانية كانت مستبعدة عن المفاوضات، أرغم الحكومة الأفغانية على الافراج عن آلاف الاسرى من طالبان بينهم مجرمون خطرون.

وبدأت محادثات السلام أخيراً بين كابول والمتمردين في 12 سبتمبر في الدوحة بعد أيّام على الافراج عن آخر السجناء. لكن هذه المحادثات الهادفة إلى إنهاء النزاع لم تؤدّ حتى الآن إلى أيّ نتيجة. وقال نعيم: “المفاوضات الجارية بين الاطراف الافغان هي ضمن الاتفاق (مع واشنطن) ويجب أن تستمر من دون أن تتأثر”.

وفي الغضون، يتزايد العنف في البلاد مع هجمات يومية تشنّها طالبان ضدّ القوات الأفغانية. وقد عبر سليم وهو أحد سكان كابول عن أمله أن يواصل بايدن سحب الجنود بشكل “مسؤول”، مشيراً إلى أنّ “بايدن يفكر أكثر في افغانستان. حتى وإنْ سحب القوات من البلاد، فإنّه سيتخذ قراراً مسؤولاً” في هذا الشأن.