كوريا الشمالية لا تكف عن المفاجآت والغرائب.. منها ما هو طريف.. ومنها ما هو عجيب وأغلبها ما هو مأساوي ويدمي القلوب.
تخيل ان يقتحم العشرات من رجال الأمن مدارس الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 7 – 15 عاما.. والهدف هو اختيار أعضاء لما يسمى “فريق المتعة“.. فما هو هذا الفريق وكيف يتم اختيار اعضاءه.. وما هي مهامه؟
الحكاية بدأت في كوريا الشمالية منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث قام مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ بانشاء ما يعرف “Kippumjo” والتي تعني حرفيا ” فريق المتعة” .. حيث تتمحور مهمة هذا الفريق وبحسب تسميته بـ ” إمتاع” الزعيم وحاشيته.
كيم جونغ أون يكمل مسيرة والده وجده
بعدما أسّس كيم إيل سونغ هذا الفريق، أكمل ابنه كيم جونغ إيل نهجه فيما يخصّ فريق المتعة، حتّى توفي في عام 2011، وبعدما أمسك ابنه كيم جونغ أون مقاليد الحكم أبطل عمل هذا الفريق طيلة 3 سنوات، وهي مدّة الحداد على والده، ولكنّه أعاد تشكيل الفريق من جديد في عام 2015.
التفاصيل عن هذا الفريق ليست كثيرة شأنها كشأن الكثير من الأمور في هذا البلد المنعزل، فأغلب ما تم تسريبه عن فريق المتعة جاء من صحفة كورية جنوبية أو منشقين استطاعوا الهرب من قبضة النظام، أما أبرز ما تم معرفته عن الفريق انه مكون من حوالي ألفي فتاة يتم اختيارهن بشكل دقيق وعلى أعلى المستويات.
تبدأ عملية البحث بدوريات يقوم بها الجيش عبر كوريا الشمالية، حيث يقوم أفراد الجيش بدخول المدارس والبحث في القرى والحقول وغيرها، وحين عثورهم على فتاة جميلة ومطابقة “للمواصفات” يتم اخذها وضمها الى الفريق.
وبعد ضم الفتيات الى الفريق المذكور تدخل العملية مرحلتها الثانية، وهي الفحص، حيث يخضعن لعدة اختبارات أبرزها “كشف العذرية”، حيث يجب ان تكون الفتاة “عذراء” ليتم تقديمها للزعيم.
شهادة حية لما يجري مع “فريق المتعة”
احدى تلك الضحايا امرأة انشقت وهربت الى كوريا الجنوبية وتدعى “مي هيانغ“، حيث قالت إنها “جُنِّدت” في فريق المتعة عندما كان سنها 15 عاماً.
وأضافت “هيانغ” ان الجنود دخلوا الى مدرستها وفتشوا جميع الطالبات، عزلوا عدد منهن، فيما قام آخرون بفحص سجلات العائلات ليتأكدوا من ولائهم للزعيم، فيما قالت ان الضباط سألوها أسئلة شخصية مخجلة، مشددة ان الجيش اخذها إضافة لعدد من الفتيات ليبدأن مهامهن الجديدة في “فريق المتعة” حتى انتهاء فترة “خدمتها” ، وبعدها هربت الى كوريا الجنوبية.
وبحسب ما تم تسريبه، فالجيش يأخذ الفتيات ليبدأن التدرب على “إمتاع” الزعيم ، فيما تخبر السلطات أهالي الفتيات انهن يؤدين مهمة لخدمة الزعيم، وبالتأكيد لا يكون للأهل رأي أو قرار في الأمر.
وبحسب “هيانغ” فتشمل مهام الفريق ثلاثة أقسام: الأول يسمى فريق “الإرضاء”، والذي تكون مهمته ممارسة الجنس مع الزعيم او احد أفراد حاشيته.
والقسم الثاني هو للغناء والرقص ، أما الفريق الثالث فمهمته المساج.
وأضافت “هيانغ” انه ما تكون سنّ الفتيات في “فريق المتعة” بين الخامسة والسابعة عشرة، ويخدمن حتّى سنّ 25، مشيرة الى انه وفي نهاية خدمتهنّ تأخذ كلّ واحدة مبلغاً يوازي 4 آلاف دولار، وبعض الأجهزة المنزلية، فيما تتزوج بعضهن ضباط في الجيش الكوري الشمالي.