وباء فيروس كورونا انتشر في كلّ أنحاء العالم، وأعظم الدول لم تتمكن من السيطرة عليه رغم كلّ الإجراءات الإحترازية التي تمّ اتخاذها، ومع ذلك بقيت كوريا الشمالية على زعمها بعدم وجود أيّ إصابات. لكن المعلومات التي تتوارد في كلّ مرة، تؤكّد عكس هذه المزاعم، التي كان آخرها على لسان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في العرض العسكري الشهير في بيونغ يانغ.

آخر المعلومات تشير إلى أنّ كوريا الشمالية توجه لإغلاق حدودها بغية الحماية من الوباء، وهذا الأمر يوجّه ضربة أكبر للتجارة مع الإقتصاد المعزول جرّاء العقوبات الدولية.

وقال الاتحاد الكوري للتجارة الدولية مؤخراً إنّ تجارة كوريا الشمالية مع الصين، أكبر شريك اقتصادي لها، تقلصت بنسبة 73٪ خلال سبتمبر، وهي في طريقها للانخفاض بنسبة 80٪ طوال العام. وقال التقرير إنّ ذلك سيتجاوز 57٪ من الانخفاض الذي شهدناه خلال نفس الفترة من عام 2018 عندما تكثفت العقوبات الدولية لمعاقبة نظام بيونغ يانغ على اختباراته للأسلحة النووية والصواريخ لإطلاق رؤوس حربية.

نقص في المواد الغذائية

وتظهر الأرقام أنّ العقوبات أثرت بشكل أساسي على صادرات كوريا الشمالية إلى الصين، لكنّ وباء كورونا أدّى إلى تقليص الواردات بشدّة وبنسبة أكبر. لكن التقارير الواردة من وسائل الإعلام الحكومية تشير إلى أنّ البلاد تعاني من أزمة اقتصادية  حادة.

وتحدّثت معلومات الأسبوع الماضي أنّ رفوف المتاجر في بيونغ يانغ تشهد انخفاضاً حاداً في العديد من المواد الغذائية الأساسية، مقارنة بالعام الماضي. وكان أصدر كيم جونغ أون تحذيراً نادراً بشأن الاقتصاد في أغسطس الماضي، وحينها قال إنّ بلاده واجهت تحديات غير متوقعة وحتمية، وأنّ تحقيق أهدافه التنموية تأخر بشكل خطير.

انخفاض مشتريات كوريا الشمالية

طول حدود كوريا الشمالية مع الصين 1420 كيلومتراً وهي مليئة بالثغرات، وتجار السوق السوداء الذين عبروا لسنوات من الجانبين يخضعون لمراقبة دقيقة لأنّهم قد يكونون مصدراً لجلب الفيروس إلى كوريا الشمالية. وذكرت تقارير أنّ إغلاق الحدود أدّى إلى تعطيل شحنات البضائع التي لا تخضع للعقوبات، فانخفضت مشتريات كوريا الشمالية من المواد الغذائية الأساسية والسلع الطبية.

جلسة للبرلمان في كوريا الشمالية

إلى ذلك، وفي الجانب السياسي، من المقرر أنّ يعقد البرلمان الكوري الشمالي جلسة له أواخر يناير في بيونغ يانغ، وفق ما نقلت صحيفة تجابان تايمز عن وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، أشارت إلى أنّه من المرجح أن تكون هذه الجلسة بعد وقت قصير من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منصبه.

الهيئة التشريعية في الدولة المنعزلة تجتمع مرةً واحدة أو مرتين في السنة، وفي الغالب تكون مدّة الجلسات يوماً كاملاً، ويتم خلالها مناقشة الميزانيات والموافقة عليها، كما يتم التطرق إلى قرارات أخرى يراها حزب العمال الحاكم ضرورية.

وفي العادة، تتم مراقبة مثل هذه الاجتماعات بعناية من قبل المراقبين، إذ تشهد أحياناً تغييرات في السياسة الاقتصادية أو تعديلاً وزارياً لكبار المسؤولين في كوريا الشمالية.

“البلطجي”

لقد أحرزت كوريا الشمالية تقدماً سريعاً في ترسانتها النووية، في عهد الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، الذي أسفرت قممه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن القليل من النتائج الملموسة. أمّا الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، فكان وصف كيم بأنّه “بلطجي”، لذلك لا يتوقع المحللون حصول أيّ اختراقات سريعة في ظل الإدارة الجديدة.