أخبار الآن | روسيا – euvsdisinfo

كشف تقرير جديد نشره موقع “euvsdisinfo” الإلكتروني أنّ وسائل الاعلام الروسية تقوم بالتسويق للقاح الروسي “سبوتنيك في” الخاص بفيروس “كورونا”، في أمريكا اللاتينية، وهي تركّز بشكل خاص على الجماهير الناطقة باللغة الإسبانية.

وبحسب التقرير، فإنّ وسائل الاعلام الموالية للكرملين تسعى الآن لخلق أجواء تتقبل اللقاح الروسي. فعند استهداف جمهور أمريكا اللاتينية، تتبع المنافذ المؤيدة للنظام الروسي نهجاً هدفه تشكيل بيئة المعلومات بشكل إيجابي. ووفقاً لموقع “euvsdisinfo”، فإنّ التغطية المكثفة لمعدلات الإصابة بفيروس “كورونا” العالمية المتزايدة، تكون متبوعة برسائل مستمرة حول المزاعم التي تدّعي نجاح لقاح “سبوتنيك في” وفشل منتجي اللقاحات الآخرين. وفي الوقت نفسه، يتم رفض أي أسئلة حول سلامة اللقاح الروسي باعتبارها تحيزاً مضاداً لروسيا.

وبحلول نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نشرت وسائل الإعلام الموالية للكرملين العاملة باللغة الإسبانية أكثر من 440 مقالة حول فيروس كورونا والوباء. وبحسب “euvsdisinfo”، فقد كان تأثير هذه المقالات أكثر وضوحاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اكتسبت مقالات “RT” و “Sputnik” التي تشير إلى اللقاح، أكثر من 3.4 مليون مشاركة.

وربما يكون من المفهوم أن الناس يحبون احتمال الحصول على لقاح. ومع هذا، فإن هناك مقالات أخرى روّجت لها وسائل الاعلام الروسية حازت على انتباه المتابعين. فعلى سبيل المثال، جمعت مقالة سبوتنيك موندو تزعم أن منظمة الصحة العالمية ومايكروسوفت تخرب اللقاح الروسي أكثر من 45000 رد فعل على فيسبوك. واستغلت قصة أخرى المشاعر المناهضة للعولمة، وادعت أن اللقاح الروسي يعيد الأمل للبشرية، على عكس اللقاحات التي طورها الغرب، التي يُزعم أنها أُنشئت من أجل الربح فقط. وبحسب البيانات، فقد حصل المقال على أكثر من 160 ألف مشاركة.

ويتمثل أحد العناصر المهمة في استراتيجية التواصل التي تتبعها وسائل الإعلام الموالية للكرملين في الوصول إلى الجماهير الناطقة بالإسبانية على وسائل التواصل الاجتماعي. ويتابع أكثر من 26 مليون مستخدم حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بـ “RT” و “Sputnik” باللغة الإسبانية، في حين أن الحسابات باللغة الإنكليزية يتابعها حوالى 19 مليون متابع في حين أن الروسية تحظى بمتابعة 6 مليون متابع والفرنسية 3 مليون متابع والألمانية 1.3 مليون متابع.

وتستفيد وسائل الإعلام الموالية للكرملين من هذه الشعبية من خلال النشر باللغة الإسبانية بشكل متكرر أكثر من اللغات الأخرى، بما في ذلك حول لقاح “سبوتنيك في”. ويبدو أن الاستراتيجية تؤتي ثمارها، إذ أصبحت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي حول اللقاح أكثر شيوعاً بشكل ملحوظ من المنشورات الأخرى باللغة الإسبانية.

وفي ظلّ ذلك، فإن وسائل الإعلام الروسية تمارس الدعاية للقاح بشتى الوسائل، علماً أنه تدور حوله الكثير من التساؤلات. ووفقاً لوسائل الإعلام الروسية، فقد طلبت أكثر من 50 دولة شراء لقاح “سبوتنيك في”، من بينها البرازيل والمكسيك وفنزويلا. ومن وجهة نظر وكالة “سبوتنيك”، فإن الجهة الوحيدة القادرة على إبطاء توزيع اللقاح هو الولايات المتحدة.

ومع هذا، فإنّ وسائل الإعلام الروسية تشنّ حرباً على المنافذ الإعلامية الأخرى التي تستهدفُ اللقاح وتشكك بسلامته. ومؤخراً، قال رئيس الأرجنتين أن بلاده ستشتري ما يصل إلى 25 مليون جرعة “سبوتنيك في”، في وقت روّج الإصدار الإسباني من “سبوتنيك” لهذا الإعلان باعتباره فرصة للأرجنتين للتخلي عن “الحجر الصحي الأبدي”.

وفي المقابل، فإن لوسائل الإعلام الأرجنتينية وجهة نظر أخرى. فعلى سبيل المثال، نقلت صحيفة “La Nacion” اليومية الأرجنتينية مخاوف بشأن سلامة اللقاح وأبلغت عن نتائج Levada، وهو مركز روسي مستقل، تشير إلى أنّ 59% من الروس سيرفضون التطعيم ضد “كورونا”. وكردّ فعل على ذلك، لجأت وسائل الإعلام الموالية للكرملين إلى نائبة رئيس تحرير “RT Spanish” إينا أفينوجينوفا، التي تدير قناة شعبية على YouTube. وتطوعت أفينوجينوفا لاختبار اللقاح على نفسها وكانت واحدة من أكثر المدافعين عنه صراحة. ورداً على الأسئلة التي أثيرت حول اللقاح، سخرت أفينوجينوفا من وسائل الإعلام الأرجنتينية، متهمة إياها بنشر “المغالطات والشكوك والأكاذيب الصريحة” والتحيز ضد روسيا.

منظمة الصحة تحذر.. توفر اللقاحات لا يعني القضاء على كورونا

بالرغم من التقدم الكبير المحرز خلال الآونة الأخيرة بخصوص لقاحات كورونا المستجد كوفيد-19، إلا أنه على مايبدو مايزال الطريق طويلا أمام جائحة كورونا. منظمة الصحة العالمية، جددت تحذيرها بأن تعميم اللقاحات على دول العالم لا يعني اختفاء وباء كوفيد-19.