من أجل إيجاد حل لأزمة تيغراي أكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك الأحد أنه اتفق مع نظيره الاثيوبي على “عقد قمة عاجلة” للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، التي تضم سبع دول من شرق إفريقيا.
ولم تشأ رئاسة الحكومة الإثيوبية التعليق على إعلان رئيس الوزراء السوداني عن الاجتماع “الطارئ” للهيئة الحكومية للتنمية.
وقال مكتب رئيس الوزراء السوداني في تصريح بعد لقاء جمع حمدوك ونظيره الاثيوبي أبيي أحمد “اتفق الجانبان على عدد من القضايا في مسار العلاقات بين البلدين (…) وعلى عقد قمة عاجلة لايغاد”.
وتضم المنظمة الإقليمية التي أنشئت في 21 آذار/مارس 1996، سبع دول من شرق إفريقيا هي جيبوتي واثيوبيا وكينيا والصومال والسودان وجنوب السودان وأوغندا.
وكان مكتب أبيي ذكر في بيان بعد اللقاء بين رئيسي حكومتي البلدين أن “الجانب السوداني أكد مجددا تضامنه مع الحكومة الاثيوبية في عمليات حفظ النظام التي تقوم بها”.
وكان أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام العام الماضي قد قاوم على مدى أسابيع الضغوط الدولية لا سيما من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للقبول بوساطة لحل الأزمة.
والأحد كشف أبيي على تويتر أنه زار ميكيلي للمرّة الأولى منذ إعلان فرض القوات الحكومية سيطرتها عليها.
وأوردت وكالة الأنباء الإثيوبية أن الحكومة الموقتة في تيغراي دعت الموظفين الحكوميين والمؤسسات التجارية إلى العودة للعمل اعتبارا من الإثنين.
وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في 4 تشرين الثاني/نوفمبر عملية عسكرية ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم في شمال اثيوبيا، بعد أشهر من التوتر، وأعلن في 28 من الشهر نفسه منع السيطرة على ميكيلي العاصمة الإقليمية، ونهاية المعارك.
ومنذ ذلك الحين تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الاثيوبيين الى شرق السودان. وبلغ عددهم وفق الأمم المتحدة حوالى خمسين ألف لاجئ. يعيشون حالياً في مخيمات متفرقة على طول الحدود السودانية مع إقليم تيغراي.
ويضاف استقبال النازحين الى أزمة اقتصادية يعانيها السودان، وسط زيادة التضخم ومستويات الفقر، لا سيما في ولايتي قضارف وكسلا الحدوديتين مع اريتريا واثيوبيا.
إلا أن تدفق النازحين إلى السودان قد تراجع، فقد دخله السبت من تيغراي 170 شخصاً وفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، مقابل ألف شخص في 3 كانون الأول/ديسمبر.
وأكد وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين لفرانس برس أن “الجانبين عقدا مباحثات مثمرة وتم الاتفاق على كافة القضايا المطروحة خلال الاجتماع المغلق بين رئيسي وزراء البلدين”، لا سيما قمة إيغاد الطارئة واستئناف عمل لجنة مشتركة حول ترسيم الحدود بين البلدين.
وأضافت الخارجية السودانية أن رئيسي الوزراء قررا خلال الاجتماع استئناف المفاوضات “الأسبوع المقبل” حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل.
ويثير السد توترا إقليميا لا سيما مع مصر التي تعتمد على النيل للتزود بنسبة 97% من احتياجاتها المائية. وترغب القاهرة والخرطوم باتفاق ملزم قانوناً لا سيما حول إدارة هذا السد.
وأطلقت إثيوبيا في 2011 مفاوضات ثلاثية حول المشروع الذي تهدف منه أن يتحول إلى أكبر منشأة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، لكنها لم تثمر حتى الآن.