في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة وسط توتر أجّجه تعنّت ترامب في رفضه الإقرار بهزيمته، تستعدّ الهيئة الناخبة في الولايات المتّحدة الإثنين لتثبيت فوز الديموقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، في خطوة تغلق الباب أكثر على جهود الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دونالد ترامب الرامية لقلب نتائج انتخابات 2020.
وتؤكّد النتائج فوز بايدن بسهولة، بحصوله على أصوات 306 أعضاء من أصل 538 في الهيئة الناخبة، مقابل 232 لترامب، مع العلم أن الفوز يُحسم لمن يحصل على 270 صوتاً.
وسيدعو بايدن مساء الإثنين مواطنيه إلى “طيّ صفحة” الانتخابات وتوحيد صفوفهم، وذلك في خطاب سيلقيه بعد أن يدلي أعضاء الهيئة الناخبة بأصواتهم.
وسيقول بايدن وفق مقتطفات من خطابه نشرها مكتبه إنّه “في المعركة من أجل روح أميركا، انتصرت الديموقراطية”.
وسيضيف في الخطاب المقرّر أن يدلي به في الساعة 19,30 (00,30 ت غ الثلاثاء) “لقد تمّ الحفاظ على نزاهة انتخاباتنا. حان الوقت لطيّ الصفحة”، في انتقاد واضح إلى ترامب، من دون أن يسمّيه.
وسيشدّد على أنّ “شعلة الديموقراطية أضيئت منذ وقت طويل في هذا البلد. نحن نعلم الآن أنّ ما من شيء – ولا حتى جائحة أو إساءة استخدام للسلطة – بإمكانه أن يطفئ هذه الشعلة”.
وفي ولاية بنسلفانيا قالت الديموقراطية نانسي باتون ميلز أثناء ترؤسها عملية التصويت التي أجريت مع أخذ الاحتياطات اللازمة ضدّ كوفيد-19 “أتمنّى أن تراني مبتسمة خلف هذه الكمامة”.
وكبار الناخبين هم مسؤولون سياسيون محليون أو نشطاء أو شخصيات من المجتمع المدني أو أصدقاء للمرشحين.
ومعظمهم غير معروف للجمهور الواسع، رغم مشاركة شخصيات وطنية في بعض الأحيان مثل هيلاري كلينتون التي خسرت أمام ترامب في انتخابات 2016 لكنها ستصوت الاثنين في نيويورك لتأكيد فوز الرئيس المنتخب بايدن ونائبته المنتخبة كامالا هاريس.
وتختار الولايات المتحدة رئيسها بالاقتراع العام غير المباشر، حيث تمنح كل ولاية أصوات ناخبيها في الهيئة الناخبة، الذين تحدّد أعدادهم نسبة إلى التعداد السكاني، للمرشح الذي فاز بالتصويت الشعبي في الولاية.
والهيئة الانتخابية هي تقليد لطالما اعتبر إجراء شكليا لتأكيد إرادة المواطنين المعرب عنها في صناديق الاقتراع.
لكن هذا العام، يقع الإجراء الغامض إلى حد كبير في قلب تحد قبيح، ويحذر الكثيرون من الخطر، بقيادة ترامب، ضد مصداقية الديموقراطية الأميركية.
ورفضت المحكمة العليا الأميركية الجمعة، رغم أنها ذات غالبية محافظة ضمنها ثلاثة قضاة عينهم ترامب نفسه، مجرد النظر في طعن قدمته سلطات ولاية تكساس وطعن آخر قدمه جمهوريون أيضا، بهدف إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات.
وتحظى مزاعم ترامب بشأن التزوير بدعم عدد كبير من أعضاء الكونغرس الجمهوريين.
وقد يكون بعضهم على استعداد أخيرا للاعتراف بفوز بايدن بعدما تصادق الهيئة الناخبة عليه.