كشف تقرير جديد نشرته هيئة الإذاعة الوطنية البريطانية “BBC“، أنّ الصين تُجبر مئات الآلاف من أبناء أقلية الإيغور المسلمة والأقليات العرقية الأخرى، على العمل اليدوي الشاق في حقول القطن الشاسعة في منطقة شينجيانغ ذاتية الحُكم.
الصين تفرض العمالة القسرية في مجال قطف القطن
وتفرض الصين العمالة القسرية على الإيغور، وهي تستغلّهم لقطف محصول القطن، وإلى جانب شبكة كبيرة من معسكرات الاعتقال والتي تحتجزُ الصين فيها أكثر من مليون مسلم من الإيغور والأقليات العرقية، فإنه يتم إجبار أبناء الأقليات العرقية على العمل في مصانع النسيج. وبحسب “BBC”، فإن ما يزيد عن نصف مليون عامل من الأقليات يتم حشدهم سنوياً في قطف القطن في ظل ظروف سيئة يحيط بها الإكراه.
وقال أدريان زينز، الباحث المتخصص في شؤون شينجيانغ: “للمرة الأولى، ليس لدينا دليل على عمل الإيغور القسري في التصنيع وصناعة الملابس فحسب، بل يتعلق الأمر مباشرة بقطف القطن، وأعتقد أن هذا سيغير قواعد اللعبة، يجب على أي شخص يهتم بالمصادر الأخلاقية أن ينظر إلى شينجيانغ الذي يأتي 85% من القطن المنتج في الصين منها”.
BREAKING: for the 1st time, evidence of systemic forced labor affecting entire cotton production in Xinjiang (20% of world's cotton). Beijing mobilizes over 0.5 million Uyghurs pick to cotton by hand through coercive labor transfer programs. My report: /1https://t.co/05CsamRx4z pic.twitter.com/dUE8FvDAuZ
— Adrian Zenz (@adrianzenz) December 14, 2020
وفي العام 2018 أرسلت محافظات أكسو وخوتان 210 آلاف عامل لقطف القطن لصالح “مجموعة شينجيانغ للإنتاج والبناء”، وفي الواقع، فإنّ نطاق مشكلة عمل الإيغور القسري كبير، باعتبار أنّ البيانات تشير إلى أنّ 20% من قطن العالم مصدره من شينجيانغ، كذلك، فإن ما يصل إلى 1 من كل 5 قطع ملابس قطنية في السوق العالمية، من المحتمل أن يكون نتاج العمالة القسرية للإيغور؛ غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ أنه يتم إنتاج الملابس الجاهزة ومنتجات الشعر وأجزاء الكمبيوتر والسلع الشائعة الأخرى من قبل الإيغور أيضاً.
ومع الظروف السيئة التي تحيطُ بمعسكرات الاعتقال، تشير الأدلة إلى أنه تم استخدام سجناء ضمن مصانع النسيج في شينجيانغ، وتقول “BBC” إن هناك العديد من الإشارات التي تدل على كيفية خضوع جامعي القطن للضوابط والمراقبة.
واعتادت صناعة زراعة القطن في شينجيانغ الاعتماد على العمال المهاجرين الموسميين من مقاطعات أخرى في الصين، ومع هذا، فإن المعروف أن قطف القطن هو عمل شاق، كما أن ارتفاع الأجور وتحسين الوظائف في أماكن أخرى يعني أن المهاجرين توقفوا عن القدوم إلى شينجيانغ.
وتدّعي السلطات الصينية أن العمل في مجال قطف القطن مهم من الناحية الاقتصادية للعاملين، رافضة الاتهامات التي تقول بإنها تستخدم العمالة القسرية في شينجيانغ، وتقول إن “الوجوه المبتسمة لجميع الجماعات العرقية في شينجيانغ هي أقوى رد على الشائعات”.
وفي الواقع، فإن بكين تجبر المجتمعات الريفية الفقيرة على العمالة القسرية، كما أنها تفرض قيوداً عليهم بشكل شديد.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أعلنت خلال الشهر الجاري، أنها ستمنع استيراد القطن من شينجيانغ.
وستحتجز الجمارك وحماية الحدود الأمريكية الشحنات التي تحتوي على منتجات القطن والقطن القادمة من مجموعة شينجيانغ للإنتاج والبناء (XPCC)، وهي منتج رئيسي للقطن في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواصل فيه السلطات الأمريكية تكثيف جهودها لمنع السلع المصنوعة بواسطة العمالة القسرية من دخول السوق الأمريكية. وهذا هو الأمر السادس الذي يحظر مثل هذه المنتجات من منطقة شينجيانغ الصينية ويمثل تصعيداً في نطاق القيود.
العمل القسري في شينجيانغ وراء تفشي فيروس كورونا في الصين
يبدو أن أوسع انتشار لفيروس كورونا في الصين منذ أشهر ظهر في مصنع في إقليم شينجيانغ مرتبط بالعمل القسري وسياسات السلطات الصينية المثيرة للجدل تجاه أقلية الإيغور.