حصيلة غرق مركب مهاجرين
أعلنت السلطات الفنزويلية الخميس أنّ حصيلة غرق مركب مهاجرين غير شرعيين من فنزويلا إلى ترينيداد وتوباغو ارتفعت إلى 28 قتيلاً على الأقلّ.
وقال المدّعي العام الفنزويلي طارق وليام صعب في تصريح عبر التلفزيون إنّ “الحصيلة ارتفعت إلى 28 قتيلاً”، مشيراً إلى أنّه “تمّ التعرّف حتّى الآن على 26 جثة”.
ويُعتقد أنّ القارب كان يقلّ حوالى 30 شخصاً وقد أبحر في 6 كانون الأول/ديسمبر من قرية غويريا الساحلية في ولاية سوكري (شمال شرق فنزويلا) الواقعة على بعد حوالى 100 كلم من جزيرة ترينيداد وتوباغو.
وتمّ العثور على أولى الجثث خلال عطلة نهاية الأسبوع على بُعد سبعة أميال بحرية (13 كلم) من هذه القرية الساحلية التي تعتبر نقطة انطلاق للقوارب المحمّلة بالفنزويليين الراغبين بالهجرة إلى ترينيداد وتوباغو هرباً من الأزمة العميقة التي تتخبّط فيها بلادهم.
وخلال الأسبوع الجاري تم انتشال بقية جثث الضحايا، إما في البحر حيث عثرت عليها فرق البحث والإنقاذ التي أرسلتها السلطات إلى المكان، وإما على الشاطئ بعدما قذفتها الأمواج.
وكانت حصيلة رسمية سابقة نشرت الأربعاء أفادت بغرق 23 شخصاً، بينهم خمسة أطفال، في هذه المأساة.
ووفقاً للمدّعي العام فإنّ المهرّبين قبضوا 150 دولاراً عن كل مهاجر ركب في رحلة الموت هذه.
وقال صعب إنّ النيابة العامة أصدرت أربع مذكرات توقيف غيابية بحقّ أعضاء “مافيا” لتهريب البشر، في حين أوقفت قوى الأمن شخصين على ذمة التحقيق في هذه المأساة، هما صاحب المزرعة التي أبحر منها المهاجرون ومالك القارب “الذي لديه
سجلّ إجرامي بجرائم تهريب مخدّرات والاتجار بالبشر
وبحسب المدّعي العام فإنّ هذين الموقوفين سيحاكمان بتهمة “الاتجار غير المشروع بالبشر وتكوين عصبة أشرار”.
وطلبت النيابة العامة أيضاً توقيف سبعة من عناصر خفر السواحل الفنزويلية بتهمة الابتزاز.
وكان نائب معارض قال إنّ الزورق وصل بالفعل إلى ترينيداد لكنّ السلطات أجبرت ركّابه على العودة أدراجهم بسبب التدابير المطبّقة للحدّ من أعداد اللاجئين الفنزويليين الذين يتقاطرون على الجزيرة.
ونقل النائب عن تقرير للشرطة إنّ الجثث التي تم انتشالها كانت مربوطة الى بعضها البعض، على ما يبدو في محاولة من الضحايا لحماية أنفسهم من الأمواج العالية، وأنّها كانت في مرحلة متقدّمة من التحلّل.
وأشار الى أن “سلطات ترينيداد أخطأت بطرد أشخاص بالمركب الذي وصلوا على متنه”، مندّداً من جهة أخرى بفساد السلطات الفنزويلية وعصابات التهريب والإتجار بالبشر التي تنشط بين فنزويلا وترينيداد وتوباغو.
وفُقد أثر أكثر من مئة فنزويلي بين عامي 2018 و2019 خلال محاولتهم بلوغ سواحل ترينيداد وتوباغو، وفق ألكالا. وفي 28 تشرين الثاني/نوفمبر طردت سلطات ترينيداد 160 فنزويليا اتّهمتهم بدخول البلاد بحراً بطريقة “غير شرعية”.
وبحسب الأمم المتحدة، فرّ أكثر من خمسة ملايين فنزويلي من بلادهم منذ العام 2015 هرباً من الأزمة السياسية والاقتصادية الحادة التي تشهدها البلاد. وتوجّه 25 ألفا منهم إلى جزيرة ترينيداد وتوباغو البالغ عدد سكانها 1,3 مليون نسمة.