عُثر على أجزاء من قطعة خشبية من هرم خوفو الأكبر في الجيزة تعود إلى خمسة آلاف سنة كان أثرها فُقد قبل أكثر من 70 عاماً في صندوق سيجار في جامعة أبردين في اسكتلندا.
وهذه القطعة المصنوعة من خشب الأرز هي أحد الأغراض الثلاثة التي عثر عليها عالم الآثار البريطاني وايمان ديكسون داخل الهرم الأكبر المعروف أيضاً بهرم خوفو في الجيزة سنة 1872. ويحتفظ المتحف البريطاني بقطعتين، هما كرة وعقّافة من البرونز استخدمتا على الأرجح في أعمال التشييد، في حين فُقد أثر القطعة الخشبية
وفي العام 2001، أثيرت فرضية أن تكون القطعة الخشبية قد وُهِبَت لجامعة أبردين في اسكتلند، لكن لم يتمّ العثور عليها.
وفي أواخر العام الفائت، كانت معاونة شؤون الحفظ المصرية عبير العداني تقوم بجردة للمحفوظات الآسيوية عندما عثرت على صندوق السيجار هذا الذي يحمل العلم المصري ووجدت بداخله هذه القطعة الخشبية التي باتت مقسّمة إلى أجزاء.
وصرّحت عالمة الآثار “عندما اطلعت على الأرقام المدوّنة في السجلّ المصري، أدركت على الفور ماهية الأمر”.
وأردفت “شاركت في مهمّات في مصر، لكنني لم أتصوّر يوما أنني سأجد هنا، في شمال شرق اسكتلندا، قطعة بهذه الأهمية لتراث بلدي”.
ووقت اكتشاف هذه القطع في القرن التاسع عشر، كان ديكسون برفقة الطبيب جيمس غرانت الذي سافر إلى مصر لمعالجة الكوليرا والذي تصادق مع عالم الآثار.
وبعد وفاة الطبيب في العام 1895، وهبت مجموعته إلى جامعة أبردين حيث حصّل علمه، وفي العام 1946، أعطت ابنته القطعة الخشبية للجامعة، لكن هذه القطعة لم تدوّن في السجّلات ولم يُعثر عليها رغم أبحاث مكثّفة.
وسمحت تحاليل حديثة بتأريخ القطعة التي تعود بحسب الخلاصات إلى ما بين العامين 3341 و3094 قبل الميلاد، أي قبل 500 عام تقريباً من تشييد الهرم.
وتطرّقت الدراسات إلى احتمال أن تكون القطع التي عثر عليها ديكسون والملقّبة بـ”تذكارات ديكسون” قد تركها البنّاؤون في الموقع.
وبحسب نيل كورتيس، المسؤول عن المتاحف والمجموعات الخاصة في جامعة أبردين، تشكّل هذه النتائج التي تمّ التوصّل إليها بالتأريخ الكربوني “اكتشافاً من شأنه إحياء الاهتمام بتذكارات ديكسون التي قد تكشف بعضا من أسرار الهرم الأكبر”.
هرم خوفو
الهرم الأكبر أو هرم خوفو هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع، ويقع بمنطقة أهرام الجيزة في مصر المسجلة ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي.
يعود بناء الهرم إلى نحو سنة 2560 قبل الميلاد حيث شيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة خوفو واستمر بناؤه لفترة 20 عامًا ويعد بناء الهرم الأكبر نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، وقد تأثر خوفو بأبيه الملك سنفرو في بناء هرمه؛ فبعد موته، أصبح خوفو الإله الحاكم على الأرض، وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء مقبرته والتي تعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة، الذي اشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر.
وظل الهرم الأكبر بارتفاعه الأصلي الذي كان يصل إلى 148 متر أعلى بناء أتمه الإنسان على الأرض على مدى 3800 سنة.
كان الأمير حم إيونو هو مهندس الملك خوفو ويوجد له تمثال أكبر من الحجم العادي من الحجر الجيري محفوظ في متحف رومر-بيليزيوس في مدينة هيلدسهايم في ألمانيا.
وقد أرسل الكهنة والمهندسين إلى مدينة أون كي يختاروا اسمًا للهرم، وكان ذلك الاسم هو: “آخت خوفو”، أي بمعنى “أفق خوفو”. فهو يمثل الأفق الذي سيستقل منه الإله رع مراكب الشمس كي يبحر بها وتجدف له النجوم، ويقتل بمجاديفها الأرواح الشريرة في العالم الآخر ليفنى الشر فيقدسه شعبه.