تتوارد أخبار حول الآثار الناجمة عن التحور السريع لـ ” سلالة كورونا المستجد كوفيد – 19″ والتي تم اكتشافها في بريطانيا ويقول علماء إنها “تنتشر بوتيرة أسرع، وتصيب الأطفال والشباب من الأعمار الصغيرة”.

وفيما يقول خبراء إن المعلومات العلمية الواردة حتى الآن حول سلالة كورونا الجديدة من الفيروس يمكن السيطرة عليها، يرى آخرون ضرورة التروي في الحكم على الفيروس المستجد لحين دراسته بشكل أكثر تعمقاً.

ويرجع الخبراء إلى أن التغيرات الجديدة ترتبط بتغيرات في طبيعة الفيروس أو أسباب سلوكه، ما يعني زيادة أكبر في أعداد الإصابات وبالتالي ضغط أكبر على المستشفيات والمؤسسات الصحية وارتفاع في وتيرة الوفيات نتيجة الفيروس.

وكان الخبراء أكدوا أن السلالات الأخرى من الفيروس لم تكن ذات الوتيرة من السرعة، فضلاً عن كونها غير ذات قدرة كبيرة على إصابة الأطفال، فيما يصيب كوفيد – 19 بشكله المعروف كبار السن بوتيرة أسرع ويؤثر على حياتهم في حال وجود أعراض مرضية سابقة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت إن كل عشرة مصابين بالفيروس المتحور يمكن أن ينقلوا العدوى إلى 15 آخرين، في حين أن معدل انتقال العدوى بالسلالات المعروفة سابقاً في بريطانيا يصل إلى 11 شخصاً فقط.

ودفع الوضع الجديد ذلك عدداً من الدول إلى إعادة اتخاذ إجراءات احترازية تمثلت بوقف السفر لمدة أسبوع من كافة منافذها البرية والجوية ومنها سلطنة عُمان، والكويت والمملكة العربية السعودية، فيما أعلنت الأردن وقف السفر من وإلى بريطانيا لمدة أسبوعين، كما أعلنت السويد تمديد حظر السفر من وإلى بريطانيا حتى العام المقبل.

وعلى صعيد الدول العربية، فقد أعلنت سلطة عُمان عن اكتشاف 4 حالات من السلالة الجديدة لكوفيد – 19، فيما أعلنت لبنان تسجيل 3 حالات لإصابات بالسلالة الجديدة لمسافرين قادمين من المملكة المتحدة، فيما أعلنت دول في جنوب أفريقيا أيضا رصد مصابين بالسلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا المستجد.

 

آلية تحور سلالة كورونا الجديدة

أشارت العديد من المصادر العلمية ونقلت عنها هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن سلالة كورونا الجديدة تكونت في رئة أحد المصابين في المملكة المتحدة، أو في بلد آخر ذي قدرة أقل على رصد الطفرات الجينية التي يطورها الفيروس.

وقالت بي بي سي إن “سلالة كورونا الجديدة أصابت عددا كبيرا من السكان في المملكة المتحدة لا سيما في لندن وشرقي وجنوب شرقي البلاد”، فيما كشفت بيانات إحصائية طبية أن الحالات الجديدة للمصابين بالسلالة المتحورة في كل من الدنمارك وأستراليا وهولندا هي لأشخاص قادمين من المملكة المتحدة.

 جدوى اللقاحات ضد سلالة كورونا الجديدة

تشير الدراسات الطبية إلى أن اللقاحات توفر حائط صد منيع ضد كوفيد – 19 وسلالاته المتحورة؛ حيث تساعد اللقاحات جهاز المناعة على مهاجمة أجزءا عديدة من الفيروس حتى لو حدثت طفرات جينية مختلفة ومتعددة ما يسهم في تقوية جهاز المناعة.

ويقول خبراء إن هذه اللقاحات ونتيجة للتطور الذي يحدث بالفيروس فهي بحاجة إلى عملية تطوير مستمرة من خلال الأبحاث العلمية المتخصصة التي تدرس الطفرات الجينية للفيروس، والآثار الناجمة عنه، وتدرس آليات عمل اللقاحات وكيفية صد الفيروس.

وعلى الرغم من كل ما يقال عن الفيروس المتحور، إلا أن العلماء أكدوا أن لا معلومات مؤكدة حتى الآن بأن الفيروس المتحور أكثر فتكاً من الفيروسات السابقة.

12 ألف طفرة جينية

من جهته، قال الخبير في علم الأوبئة د. منير أبو هلالة لـ “أخبار الآن“: “فيروس كورونا المستجد كوفيد – 19 ومنذ اكتشافه وحتى الآن فقد حدث فيه نحو 12 ألف طفرة جينية، لكنها جميعها لم يكن لها أي أثر على تصرف الفيروس”.

وأضاف د. أبو هلالة أن “سلالة كورونا الجديدة بدأت في شهر سبتمبر الماضي، لكن تم الكشف عنها في مطلع الشهر الحالي”، لافتا إلى أن تأثيراتها تتمثل في كونها أكثر سرعة وانتشاراً ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد الدخول إلى المستشفيات، والإصابات والوفيات.

وقال د. أبو هلالة: “ننتظر معلومات من المملكة المتحدة، حتى نقارن وجود أي فروقات”، لافتاً إلى أنه “تم إعطاء لقاح فايزر لأعداد كبيرة من الأشخاص في بريطانيا ومن هنا يمكن مراقبة أثر اللقاح على السلالة الجديدة”.

وحول تصريح، رئيس شبكة “بيونتيك” الألمانية أوجور شاهين لوكالة الأنباء الألمانية “د . ب . أ” بأن الشركة اختبرت بالفعل اللقاح ضد 20 نوعا من السلالات المختفلة وحققت استجابة مناعية ناجحة ادت إلى تعطيل الفيروس، أكد د. أبو هلالة ضرورة التريث من أجل التأكد بأن هذا التصريح لم يصدر عن الشركة لأسباب دعائية.