قال البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد الجمعة إنّ وجوه أطفال سوريا والعراق واليمن الذين “يدفعون ثمن الحرب الباهظ”، يجب أن “تهزّ الضمائر”.
وفي عرضه التقليدي للنزاعات في العالم الذي تليه مباركة مدينة روما والعالم، أعرب البابا بشكل خاص عن أمله في أن يفضي عيد الميلاد إلى “تخفيف التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف “لنوجه نظرنا إلى العديد من الأطفال في جميع أنحاء العالم، ولاسيما في سوريا والعراق واليمن، ما زالوا يدفعون ثمن الحرب الباهظ”.
وتابع “فلتهزّ وجوههم ضمائر الرجال ذوي الإرادة الصالحة، لكي تتم معالجة أسباب النزاعات، ونعمل بشجاعة من أجل بناء مستقبل سلام”.
وأعلن البابا رغبته زيارة العراق مطلع آذار/مارس، في سابقة تاريخية وفي أول رحلة له إلى الخارج منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19.
وأعرب عن أمله في أن يحمل عيد الميلاد “العزاء إلى الشعب العراقي وجميع الذين يلتزمون في مسيرة المصالحة، ولاسيما اليزيديين الذين تضرروا بشدة بسبب سنوات الحرب الأخيرة”.
وذكر البابا فرنسيس معاناة الشعب السوري فقال “ليشفِ الطفل يسوع جراح الشعب السوري الحبيب، الذي ومنذ عقد من الزمن ترهقه الحرب وعواقبها التي تفاقمت بسبب الوباء”.
وتمنى أن يستعيد “الإسرائيليون والفلسطينيون الثقة المتبادلة من أجل البحث عن سلام عادل ودائم من خلال حوار مباشر، قادر على التغلب على العنف وتخطّي الأحقاد المتفشِّية”.
ودعا إلى إرساء “السلام في ليبيا” في إطار المفاوضات الجارية؛ وكذلك ناشد المجتمع الدولي لمساعدة الشعب اللبناني الذي يواجه صعوبات. وكان البابا وجّه رسالة الخميس إلى الشعب اللبناني لمناسبة عيد الميلاد أكد فيها أنه يعتزم زيارة لبنان “في أقرب فرصة ممكنة”.
وأعرب عن دعمه إلى التزام “الأسرة الدولية والبلدانِ المعنية من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار” في ناغورني قره باغ وكذلك في شرق أوكرانيا.
وذكر أيضاً آلام سكان عدد من الدول الإفريقية “الذين يعانون من أزمة إنسانية خطيرة” متحدثاً عن بوركينا فاسو ومالي والنيجر وإثيوبيا، وأشار بشكل خاص إلى معاناة سكان منطقة كابو ديل غادو في موزمبيق، ودعا المسؤولين في جنوب السودان ونيجيريا والكاميرون إلى “متابعة مسيرة الأخوّة والحوار الجارية حاليا”.
ولفت البابا أيضاً إلى “القارة الأميركية حيث يعاني السكان من فيروس كورونا الذي زاد من آلامهم الكثيرة والمتفاقمة غالباً بسبب الفساد وتجارة المخدرات”.
ولم يتوان الحبر الأعظم خلال عرضه التقليدي عن ذكر الكوارث الطبيعية في جنوب شرق آسيا خصوصاً في الفيليبين وفيتنام.
وأضاف “وإذ أفكرُ بآسيا، لا يسعني أن أنسى شعب الروهينغا”، الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما والتي التقى عدداً من أفرادها أثناء زيارة إلى بنغلادش.
على صعيد اللقاحات المضادة لكوفيد-19، أكد البابا أيضاً أن خلال فترة تفشي الوباء “نحتاج إلى الأخوّة أكثر من أي وقت مضى” داعياً بشدة إلى أن تكون اللقاحات “متاحة للجميع”.
وشجّع على أن تكون الأخوة ملموسة تتجاوز العائلة والاثنية والديانة واللغة والثقافة مؤكداً أن دعوته من أجل التضامن موجهة خصوصاً “تجاه الأشخاص الأكثر هشاشة والمرضى والذين وجدوا أنفسهم في هذا الوقت بدون عمل أو يواجهون صعوبات خطيرة بسبب العواقب الاقتصادية للوباء، وكذلك النساء اللواتي تعرّضن للعنف المنزلي خلال الأشهر الأخيرة من الحجر الصحّي”.
واعتبر أن التوصل إلى لقاحات يُظهر “أنوار رجاء” مشيراً إلى أنه “كي تتمكن هذه الأنوار من أن تضيء وتحمل الرجاء للعالم كله، يجب أن تكون متاحة للجميع”.
وقال “لا يمكننا أن ندع القوميات المنغلقة تمنعنا من العيش كأسرة بشرية حقيقية كما نحن” مضيفاً “لا يمكننا أن ندع فيروس الفردية الراديكالية يتغلّب علينا ويجعلنا غير مبالين بمعاناة الإخوة والأخوات الآخرين”.
وأشار إلى أنه لا يمكن السماح بتفوّق “قوانين السوق وبراءات الاختراع” على “قوانين الحب والصحة والبشريّة”.