بعد تصريحات إيران بالعزم على توجيه ضربة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يترقب خبراء حالياً السجال الدائر بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جانب، وإيران من جانب آخر، خصوصاً بعد أن كشفت تقارير إعلامية عن توجهات “انتقامية” إيرانية، على خلفية اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية، العام الماضي، لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
سليماني الذي كان يمثل الرجل القوي في الحرس الثوري الإيراني كان يقوم بسلسلة عمليات انتقامية في العديد من الدول التي ينشط فيها بما يحقق توجهات إيران، خصوصاً في العراق، ما جعل العديد من الدول تضيق ذرعاً بالتدخلات الإيرانية، ليتم استهدافه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في ضربة قاتلة.
لكن اغتيال سليماني لم يوقف توجهات إيران وتدخلات الحرس الثوري الإيراني واستفزازاته؛ حيث احتجزت قوات الحرس الجمهوري الإيراني ناقلة نفط تابعة لكوريا الجنوبية، إحدى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، في مضيق هرمز، متذرعة بأن الناقلة خالفت “قوانين البيئية البحرية”.
تسريبات مجهولة
وتشير التقارير الإخبارية إلى أن المعلومات المتواترة حول توجهات إيران ورغبتها في الانتقام، كانت مجهولة الأطراف، وهو ما علق عليه مسؤول في الأمن القومي الأمريكي بأنه خدعة من أجل إثارة الرعب في الولايات المتحدة، على الرغم من محاولة السلطات الإيرانية تهدئة المواطنين بأن ما تلقته من تهديدات ليس جدياً وموثوقاً.
وكانت مصادر إعلامية أكدت أن السلطات الأمريكية بدأت فعلا التحقيق في هذه التسريبات ومدى جديتها، حيث قالت شبكة “سي بي أس” الإخبارية إن البنتاغون ووكالات أمنية أخرى اطلعت على مضمون التقارير التي تكشف توجهات إيران بخصوص التسجيل وأن هنالك إيهام بإمكانية حدوث هجوم على الكونغرس.
يشار إلى أن إيران كانت صعدت من تهديداتها ضد المصالح الأمريكية وضد دول المنطقة ما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز تواجدها العسكري في الخليج.
وكان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني كشف خلال تأبين سليماني في ذكراه الأولى عن توجهات إيران، وأنه من الممكن توجيه ضربات داخل الأراضي الأمريكية.
ولا يخفى أن توجهات إيران لا تتعلق فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما تمتد كذلك لتشمل حلفاءها، ومن أبرز هؤلاء الحلفاء كوريا الجنوبية، حيث احتجزت قوات إيرانية ناقلة نفط تابعة لكوريا الجنوبية في مضيق هرمز.
ولم يحدد الحرس الثوري مكان توقيف الناقلة التي تحمل اسم “هانكوك تشيمي”، مشيراً إلى أنه كان على متنها 7200 طن من “المواد الكيميائية النفطية”، لكن كوريا الجنوبية عادت وأكدت أن إيران استولت على سفينة تابعة لها تحمل مواد كيماوية، فيما أعلن وزير الدفاع الكوري أن بلاده أرسلت وحدة لمكافحة عمليات قرصنة المياه المجاورة لمضيق هرمز بعد توقيف الناقلة.
وتقايض إيران الإفراج عن السفينة المحتجزة، بفك أرصدتها المجمدة الأمر الذي اعتبره خبراء ومحللون بمثابة “بلطجة إيرانية” من أجل الضغط على سيؤول.
مساد: إيران غير قادرة على ضرب أمريكا وتريد فقط حفظ ماء الوجه
من جهته، قال الكاتب في الشأن الإيراني مأمون مساد لـ “أخبار الآن” إن “إيران بما تقوم به من تهديدات تريد فقط أن تحفظ ماء الوجه، في وقت تشير فيه التسريبات الإعلامية إلى توجه إيراني لضرب الكونغرس”.
وأضاف مساد أن “إيران لن تصل إلى أمريكا وإنما تستهدف مصالح أمريكية، مثل احتجاز النقالة الكورية الجنوبية، وتريد من ذلك إرسال رسالة مفادها أنها حاضرة”.
وإزاء سياسة بايدن الجديدة، أوضح مساد أن “إيران لا ترغب بخسارة سياسة بايدن المخففة، لافتا إلى أن وقف العقوبات الاقتصادية من أولويات إيران اليوم.