بشكلٍ قاطع وبعبارات تؤكّد كل التقارير التي كشفت إضطهاد الصين ضدّ أبناء أقلية الإيغور وفرضها التعقيم القسري على النساء، وقعت السفارة الصينية في الولايات المتحدة في فخ نصبته لنفسها في الأساس، وأقرّت، استناداً لدراسة نشرتها وسائل إعلام مؤيدة للحزب الشيوعي، بأن معدّل المواليد ومعدل النمو الطبيعي للسكان في منطقة شينجيانغ قد انخفض.
في الواقع، فإنّ هذه الدراسة التي تتباهى بها السفارة الصينية ليست إلا دليلاً كبيراً على آلة القمع الصينية ضدّ الإيغور في شينجيانغ، كما أنها تعتبرُ إدانة قاطعة لبكين.
هدف الصين الأول.. إبادة الإيغور في شينجيانغ
وفعلياً، فإن ما وردَ صحيح في الدراسة، إذ أن معدل المواليد انخفض، كما أن معدل النمو السكاني تراجع. أما الأسباب التي تقف وراء ذلك، والتي لا يمكن لوسائل الإعلام الصينية المؤيدة للحزب الشيوعي أن تكشف عنها، تتلخص في وقائع عديدة، أوّلاً أن بكين اعتمدت على وسائل تحديد النسل والتعقيم القسري، وثانياً قيام بكين باحتجاز أبناء الإيغور من الرجال والنساء ووضعهم في معسكرات اعتقال تشهد على أبشع أنواع الإضطهاد.
ولهذا، فإذا كانت السيدة من الإيغور قد تعرّضت للتعقيم القسري، وإذا كان الرجل يعيش الاحتجاز ويواجه العمالة القسرية في مراكز الاعتقال، فكيف يمكن للمواليد أن تزداد؟ وكيف يمكن لمجتمع الإيغور أن يزدهر؟
في الحقيقة، لم تعد نساء الإيغور آلات لإنجاب الأطفال كما تصفهن الصين، وهذا أمرٌ بديهي، لأن بكين حدّت من النسل وضربت القدرات الإنجابية لدى النساء بسبب وسائل القمع والإضطهاد والممارسات اللاانسانية. وفي الأساس، فإن بكين تريدُ الوصول بشكل قاطع إلى تلك النتيجة، وما الدراسة إلا تأكيد على هدفها في التطهير العرقي للإيغور، وليست إلا دليلاً شافياً وأكيداً على توجه بكين لإبادة مجتمع الإيغور والتخفيف من الولادات حتى الوصول إلى معدل صفر.
ربّما تعتقدُ بكين أنها من خلال هذه الدراسة المشبوهة، تستطيع تعزيز صورتها والتسويق لنفسها بأنها تمكّنت من مكافحة التطرف، لكنّ هذا البحث كشفها على حقيقتها المعروفة أصلاً للجميع، وما النتيجة إلا تأكيد على تطرف الصين ورفضها للأقليات المسلمة والعرقية الأخرى، وما الخلاصات إلا دليل على كلّ ما كشفته كل الوقائع على قمع وبطش الصين في شينجيانغ.
دعما لـ “الإيغور”.. متاجر “ماركس اند سبنسر” تمتنع عن استخدام قطن مصدره شينجيانغ
أعلنت سلسلة متاجر “ماركس اند سبنسر” البريطانية الأربعاء عدم استخدام قطن مصدره مقاطعة شينجيانغ في ملابسها، في إجراء تريد من خلاله دعوة بكين إلى “تغيير” معاملتها للإيغور، الأقلية المسلمة التي تقطن هذه المقاطعة.