تبحث إدارة أكبر حديقة حيوانات في بنغلادش “بيأس” عن ذكر وحيد القرن من أجل “كانشي” وهي أنثى شابة تشعر بوحدة شديدة منذ نفوق رفيقها الأول قبل بضع سنوات.
عاشت “كانشي” البالغة من العمر 12 عاماً أفضل سنوات خصوبتها وحيدة في حظيرة موحلة شاسعة في حديقة حيوانات بنغلادش الوطنية في الضواحي الشمالية لدكا، منذ نفوق شريكها في العام 2014.
وتمضي هذه الأنثى معظم وقتها بين التجول في حديقتها التي تبلغ مساحتها ألفي متر مربع، والتمايل في الوحل والاستلقاء تحت أشعة الشمس.
تقدم لها ستة كيلوغرامات من الأرز البري وكيلوغرام واحد من الحمص كل يوم. وقال فريد ميا الذي يعتني بها في حديقة الحيوانات: “صحتها جيدة، لكنها في بعض الأحيان لا ترغب في تناول الطعام”.
وهو بنى علاقة ثقة مع “كانشي” التي يقول إنها “تحب” عندما يحك رقبتها وكتفيها، لكنه يشعر بقلق عندما لا تستجيب نداءاته ويجدها “مضطربة”.
وأوضح “هذا السلوك الغريب يحدث، على ما أعتقد، لأنها نشأت وحيدة طوال هذه السنوات” مضيفاً “إنها في حاجة ماسة إلى رفيق”.
وقال مدير حديقة الحيوانات عبد اللطيف: “لم نتمكن من استيراد ذكر بسبب كوفيد-19. نعلم أنها تشعر بالوحدة. ونحن نبذل قصارى جهدنا لنجد لها الرفيق المثالي”.
وأشار إلى أن “وحيد القرن يمكن أن يعيش حتى 38 عاماً في الأسر. ما زال أمامها سنوات تعيشها هنا. لذلك من واجبنا أن نجد ذكراً لها”.
بنغلادش.. تأثير “كافان”
تقع زريبتها بجوار بحيرة حيث تأتي طيور مهاجرة بعضها من سيبيريا البعيدة لتمضية الشتاء البنغلادشي في ظل درجات حرارة تتراوح بين 10 و20 درجة مئوية.
لكن “كانشي” غير مسموح لها بالسباحة هناك. وقال فريد ميا “تحب أن تتدحرج في الوحل، وقد أنشأنا لها مستنقعاً تتردد إليه باستمرار”.
ووفقاً له، فقد اكتسبت الشابة مزيدا من الاهتمام منذ أن نقل “كافان” وهو فيل تعرض لسوء معاملة في حديقة حيوانات في باكستان، في كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى محمية طبيعية في كمبوديا بمساعدة منظمة رعاية الحيوان والنجمة الأمريكية شير.
وكان هذا الفيل الملقب “الفيل الأكثر وحدة في العالم” النوع الوحيد من آسيا في حديقة حيوانات إسلام أباد منذ وفاة رفيقته “ساهلي” عام 2012، أما الحيوانات الأخرى، وعددها قليل، فقد جاءت من إفريقيا.
لا يريد فريد ميا أن تواجه “كانشي” المصير ذاته.
ولا يقتصر الأمر على ميا، إذ أن حديقة حيوانات بنغلادش الوطنية التي تعتبر سابع أكبر حديقة حيوان في العالم مع ما يقرب من 3000 حيوان موزعة على مساحة 75 هكتاراً، تبحث أيضاً عن شريك ذكر للبوتها الإفريقية “موكتا” البالغة من العمر ست سنوات.
وقال عبد المطلب الذي يعتني بهذه اللبوة “موكتا بصحة جيدة. لكن سلوكها لا يمكن التكهن به. إنها مضطربة وتزمجر وتغضب بلا سبب. إنها شابة وتحتاج إلى شريك”.
وطرحت مناقصات لاستيراد ما لا يقل عن ثمانية حيوانات العام الماضي، وفق مدير الحديقة، لكن حديقة الحيوان لم تتلق أي جواب بسبب الوباء.