أظهر تحليل أجراهُ مشروع “China Media Project” أن اقبال مستخدمي موقع “تويتر” على التغريدات المنبثقة من منافذ الأخبار الصينية، بات ضعيفاً، إذ أن الإعجابات على تلك التغريدات ومشاركتها بات قليلاً جداً، وذلك منذ أن بدأت منصة التواصل الاجتماعي في تصنيف تلك المنافذ الإخبارية على أنها تابعة للدولة، بحسب ما ذكر موقع “hongkongfp” الالكتروني.
وعبر مقارنة التغريدات المأخوذة من عينة تضمّ 33 حساباً صينياً رسمياً ضمن “تويتر” على مراحل تمتدّ لـ50 يوماً قبل وبعد تنفيذ السياسة الجديدة في أغسطس/آب 2020، فقد وجد المشروع أن التغريدات موضوع الدراسة، أظهرت عدداً قليلاً من المشاركات والاعجابات بشكل محلوظ.
تويتر يقلّص نطاق وسائل الإعلام التابعة للحكومة في الصين
ووفقاً لموقع “hongkongfp”، فقد شهدت الحسابات الـ3 التي تحظى بأكبر عدد من المتابعين وهي “CGTN”، وكالة الأنباء الرسمية “شينخوا”، صحيفة الشعب اليوميّة، الصحيفة الرئيسية للحزب الشيوعي الصيني، انخفاضاً بنسبة تزيدُ عن 20% لكل تغريدة.
وحصلت تغريدات صحيفة “الشعب اليومية” المعروفة منذ فترة طويلة بتعليقاتها الإستفزازية في كثير من الأحيان على الشؤون العالمية، على عدد أقل من الإعجابات بنسبة 31% بعد تصنيف “تويتر” لها على أنها تابعة للدولة.
ووضعت المنصة الرسمية علامات مميزة على حسابات وسائل الإعلام الحكومية والحسابات التابعة للدولة في 6 أغسطس/آب 2020، وقد أشارت “تويتر” إلى أنها لن تواصل توسيع نطاق الانتشار لتغريدات تلك الحسابات عبر نظام الاقتراحات.
وبحسب الشركة، فإنّ “العلامات على حسابات وسائل الإعلام التابعة للدولة توفّر سياقاً إضافياً حول الحسابات التي يسيطر عليها بعض الممثلين الرسميين للحكومات والكيانات الإعلامية التابعة للدولة والأفراد المرتبطين ارتباطاً وثيقاً بتلك الكيانات”.
وتظهر العلامة على صفحة الملف الشخصيّ لحساب “تويتر” ذي الصلة، وعلى التغريدات المرسلة والتي تتم مشاركتها من هذه الحسابات. وتحتوي العلامات على معلومات حول البلد الذي ينتمي إليه الحساب، وما إذا كان يتم تشغيله بواسطة ممثل حكومي أو كيان إعلامي تابع للدولة.
وبالإضافة إلى ذلك، تتضمن هذه العلامات أيقونة صغيرة لعلم، وذلك للإشارة إلى حالة الحساب كحساب حكومي ومنصة لوسائل الإعلام التابعة للدولة.
وحالياً، تظهر العلامات على حسابات “تويتر” ذات الصلة من الدول الـ5 التي لها العضوية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) وهي: الحسابات الحكومية التي تشارك بكثافة في الجغرافيا السياسية والدبلوماسية، الكيانات الإعلامية التي تسيطر عليها الدولة، الأفراد، مثل المحررين أو الصحفيين البارزين، المرتبطون بالكيانات الإعلامية التي تسيطر عليها الدولة. وبحسب “تويتر”، فإنه سيتم توسيع هذه السياسة لتشمل المزيد من البلدان في المستقبل.
ومع هذا، فقد أشار “تويتر” إلى أن وسائل الإعلام التي سيتم تصنيفها على أنها “تابعة للدولة”، فإنها ستكون منافذ تمارس فيها السلطات السيطرة على المحتوى التحريري. وأضاف: “على عكس وسائل الإعلام المستقلة، كثيراً ما تستخدم وسائل الإعلام التابعة للدولة تغطيتها الإخبارية كوسيلة لدفع أجندة سياسية”.
ومع تطبيق وإبراز العلامة الجديدة، فإنه في حالة الكيانات الإعلامية التابعة للدولة، لن يوصي “تويتر” بالحسابات أو تغريداتها إلى الأشخاص أو يوسع نطاق رسالتها. وهذا يعني أن حسابات “تويتر” مثل حساب “تشاينا دايلي” لم تعد تظهر في أعلى نتائج البحث عندما يبحث المستخدمون في الخدمة بكلمات رئيسية مثل “china daily”.
وبينما حاولت الحكومة الصينية معالجة هذا النقص في الخطاب من خلال ضخ موارد ضخمة في التنمية الدولية لوسائل الإعلام الحكومية، وفي حملة واسعة من الدبلوماسية العامة، فإن نتاجها الثقافي والاعلامي لم يحظَ إلا بقدر محدود من الجاذبية في الخارج. وعلى الرغم من استثمار الصين الضخم في وسائل الإعلام الخارجية، كان الوصول إلى الجماهير الأجنبية أمراً صعباً، ولذلك تعتمد هذه المنافذ نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي الغربية لمشاركة وجهات نظر الصين.
وخلال العام 2019، حذف “تويتر” أكثر من 170 ألف حساب من على منصته. وعلل الموقع قراره بأن هذه الحسابات مرتبطة بحملة تضليل إعلامي للحكومة الصينية سعت إلى تشويه صورة الولايات المتحدة واستهدفت التحركات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ. وجاء إعلان “تويتر” هذا بعدما ذكرت شركة التكنولوجيا الأمريكية صاحبة تطبيق “زووم” أنها استجابت لطلب بكين إغلاق حسابات ناشطين أمريكيين ومن هونغ كونغ تجمعوا للدردشة عبر تطبيق الفيديو الشهير بمناسبة ذكرى سحق الحركة المطالبة بالديمقراطية في ساحة تيان أنمين.
وفعلياً، فإنّ “تويتر” محظور في الصين إلى جانب “فيسبوك” و “غوغل”، خصوصاً أن بكين تستخدم برنامجاً قوياً للحد من الوصول إلى الأخبار والمعلومات، لكن الدبلوماسيين الصينيين ووسائل الإعلام الحكومية تستخدم هذه المنصات منذ سنوات للترويج لروايات بكين.
وعبر باحثون وحكومات غربية عن مخاوفهم من أن تنشر الصين شبكات من الحسابات التي تسيطر عليها الدولة أو المرتبطة بها، تحجب المستخدمين الفعليين، لنشر الرسائل الحكومية أو أنباء مضللة.
مسلمو الإيغور يطالبون أستراليا باتهام الصين بارتكاب إبادة جماعية بحقهم
بعد أن أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية بيانا اتهمت فيه الصين بارتكاب إبادة جماعية ضد أقلية الإيغور المسلمة، تعالت الصيحات المطالبة بأن تنضم دول عديدة وعلى رأسها أستراليا إلى التوجه الأمريكي، لا سيما وأن الصين باتت ترتكب مجازر ضد الإيغور في شينجيانغ، وفق تقارير صحافية.