لم تتوان السلطات الروسية عن تنفيذ حملات اعتقالات واسعة طالت العشرات، في أولى المظاهرات التي خرجت لتلبية دعوة أنصار المعارض الروسي أليكسي نافالني، للإحتجاج على اعتقاله، متحدّين تفشي وباء كورونا.
التظاهرات خرجت في أكثر من 60 مدينة روسية، وطالب المعارضون بالإفراج عن نافالني على الرغم من ضغوط السلطة، التي أعداداً كبيرة من عناصر القوى الأمنية.
The scale of the today`s protests across Russia. https://t.co/m9NUBm2ynf pic.twitter.com/GoXsLjq8hZ
— Ruslan Trad (@ruslantrad) January 23, 2021
لم يكن ذلك المشهد غريباً خصوصاً أنّ شرطة موسكو كانت وعدت بأن تقمع بلا تأخير، أيّ تجمع غير مصرح به، وقالت إنّها ستعتبره تهديداً للنظام العام.
“أتظاهر من أجل زوجي”
يوليا نافالنايا، زوجة نافالني، كانت أعلنت على حسابها في تطبيق انستغرام، عزمها التظاهر في موسكو من أجل زوجها الذي لا يستسلم أبداً. وفي وقت لاحق تمّ توقيفها من قبل الشرطة الروسية في موسكو خلال تظاهرة داعمة لزو جها، ونشرت صورة سيلفي التقطتها في عربة الشرطة، وقالت بنبرة ساخرة اعذروني على رداءة نوعية الصورة، الضوء سيء في عربة نقل المساجين.
واعتقلت قوات الأمن في روسيا اعتقلت أكثر من ألفي شخص خلال التظاهرات المؤيدة لنافالني، وفق منظمة “او في دي-انفو” غير الحكومية المتخصصة في رصد التظاهرات في البلاد. وأفادت المنظمة بأنّه تمّ اعتقال 2131 شخصاً على الأقل بينهم 795 في موسكو، حيث تجمّع نحو عشرين ألف شخص في وسط المدينة بحسب مراسلي فرانس برس.
روسيا تطالب أمريكا بتوضيحات
وزارة الخارجية الروسية طالبت السفارة الأمريكية في موسكو، بتقديم توضيحات حول نشر معلومات على موقعها، تحدّد مسارات التظاهرات التي نظمها المعارضون في روسيا، لافتة الى أنّها ستستدعي الدبلوماسيين الأمريكيين، وفق ما زعمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، التي كتبت على فيسبوك: “ماذا يعني ذلك، هل يعني التأثير أو إعطاء تعليمات للمتظاهرين”؟ واضافت أنّ “على الزملاء الأمريكيين أن يحضروا الى مقر الخارجية الروسية لتقديم توضيحات”.
بكل الأحوال، إنّ سلوك السطة الروسية السبت لم يكن جديداً، بل أنّ التجمعات الكبرى للمعارضة في موسكو صيف العام الماضي، كانت شهدت اعتقال آلاف المتظاهرين السلميين. وصدرت بحق العديد منهم، أحكامٌ قاسية بالسجن بتهم القيام بأعمال عنف ضدّ الشرطة، على الرغم من احتجاج منظمات غير حكومية.