فاز الحلاق الجزائري “سمير بكار” بالمرتبة الأولى عالميا في بطولة ما بين القارات في الرسم على الشعر التي أقيمت فعالياتها قبل بضعة أيام في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
سمير بكار، أصيل ولاية عين تموشنت التي تبعد حوالى 450 كلم غرب العاصمة الجزائر، له موهبة متميزة جعلته يفوز على قائمة تنافسية كبيرة من أفضل الحلاقين في العالم.
ويعرف سمير بكار في الوسط المهني بـ “سامي باكر”، وهو أحد الحلاقين القلائل بالجزائر – إن لم يكن الوحيد – الذي يجيد فن الرسم على الشعر باستعمال المقص وآلة الحلاقة.
قال سامي، في حوار خص به مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر “محمد الأمين بلحية”، إن “فكرة موهبته النادرة هده جاءت بعد اتقانه الرسم على اللوحة بالريشة”.
وأضاف أن بدايته مع هذه الموهبة كانت سنة 1999، عندما تبادرت إلى ذهنه فكرة أن يجمع بين موهبتين، موهبة الحلاقة و الرسم معا، في موهبة واحدة هي الرسم على الشعر.
واعتبر سامي أن “تتويجي بطل العالم في الرسم على الشعر هو ثمرة مجهود قمت به طيلة 22 سنة في مجال الحلاقة، حاولت من خلاله أن أعطي لمستي الخاصة لدى زبائني ممن يهوون أن ترسم لهم صور فنانيهم المحببين إليهم على رؤوسهم”.
وبحسب سامي، فإن ” الابداع في موهبة ما هو ما يخلد الأسماء”، وحلمه كما يقول هو “إنشاء أكاديمية لتعليم الحلاقة و فن الرسم على الشعر”.
أوضح سامي أن لم يكن يتوقع يومًا “أن أنجح في هذا المجال الذي أحبه لدرجة كبيرة واتخذه مهنة ولقمة عيش لي، بالرغم من أنني حاصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة اللغة الإنجليزية، التي كان بإمكاني ولوج التعليم الجامعي بها”.
كشف سامي أن “مهنة الحلاقة هي الآن حبي الوحيد، لذلك اخترتها على غيرها من مهن أو وظائف”.
يتقن سامي أربع لغات هي العربية، والفرنسية، والإنجليزية ، والإسبانية. ويعتبر أن هذه اللغات كانت له بمثابة الدعم للبحث والاحتكاك بالناس والثقافات، وحلاقين آخرين من خارج الوطن، لهم نفس الموهبة.
إذ أن حبه للمهنة، كما يوضح، “جعلني أتعمق فيها وأبحث في تفاصيلها وأطوّرها بلمستي الخاصة”.
وكان سامي قد خاض عدة تجارب في المهجر، في كل من تركيا وألمانيا وماليزيا وتايوان، حيث صقل موهبته قبل أن يعود الى أرض وطنه الجزائر، و يقرر الاستقرار فيها.
يملك سامي باكر محلاً صغيرًا ببلدية حمام بوحجر، بولاية عين تموشنت. يقصده زبائن خاصين زبائن، يأتون إليه من ولايات عديدة من الجزائر.
مراسل “تطبيق خبّر” محمد الأمين بلحية ، التقى عدداً منهم داخل محل الحلاقة المتواضع.
كشف محمد، و هو زبون خاص لدى سامي، أنه قادم من ولاية الجزائر العاصمة إلى مدينة حمام بوحجر، قاطعًا مسافة تفوق 450 كلم، لا لشيء، إلا للظفر بمقعد عند سامي لحلاقة شعره.
فحلم محمد أن يحظى برسم صورة فنانه المحبوب “سولكينغ” على رأسه، “وسامي هو الوحيد من بين الحلاقين الذي يمكنه تحقيق حلمي هذا”.
من جهته، قال ربيع، القادم من ولاية تلمسان في أقصى الغرب الجزائري، إنه تعوّد المجيء إلى سامي للظفر بحلاقة من يده.
وأوضح ربيع أنه “عليك قبل المجيء إلى هنا أن تحجز مقعدك أولاً قبل أسبوع لتتمكن من الحلاقة، فسامي الحلاق مطلوب جدًا هنا لا سيما بين أوساط الشباب”.