الكابتن توم يودع محبيه
شكّل المقاتل السابق في الحرب العالمية الثانية توم مور رمزا للأمل لدى البريطانيين خلال الجائحة، بعدما استطاع جمع مبلغ هائل لمساعدة الطواقم الطبية في معركتهم ضد فيروس كورونا الذي خطفه الثلاثاء في عامه المائة.
وفي خلال بضعة أشهر، أصبح المحارب السابق من المشاهير، إذ أثار تعاطفا في العالم أجمع من خلال اجتيازه حديقة منزله متكئا على أداة المشي ، محطما الأرقام القياسية لمبيعات الألبومات، حتى أنه نال تكريما من الملكة إليزابيث الثانية التي أرسلت تعازيها إلى عائلته الثلاثاء.
وقالت ابنتاه هانا ولوسي في بيان “ببالغ الأسى نعلن وفاة والدنا العزيز الكابتن توني مور“، معربتين عن “الامتنان للتمكن من مواكبته في ساعاته الأخيرة”، بعد إدخاله المستشفى الأحد جراء مضاعفات كوفيد-19.
وأراد أن تشكّل هذه الخطوة عربون شكر للهيئة بعدما عالجته إثر الإصابة بسرطان في الجلد وكسر في الورك.
وعلى موقع جمع التبرعات، تعهد توم مور البالغ حينها 99 عاما بأن يجتاز مئة مرة حديقة منزله في مارستون مورتاين في جنوب إنكلترا قبل بلوغ عامه المئة.
وقد حظيت الأمتار الأخيرة من تحدي المشي الذي قطعه المقاتل السابق الحائز ميداليات عدة في حديقته، باهتمام إعلامي كبير حتى أن القنوات التلفزيونية نقلت وقائع الإنجاز مباشرة على الهواء، كذلك الأمر مع عرض سلاح الجو الملكي لمناسبه بلوغه عامه المئة والذي حصل خلاله على 140 ألف بطاقة معايدة.
حتى أن الملكة إليزابيث الثانية كسرت حجرها المنزلي لمنحه وساما تكريميا برتبة فارس خلال مراسم في قصر ويندسور قال “الكابتن توم” على إثرها “يا لها من مكافأة، وتلقيها من يد صاحبة الجلالة… ماذا عساي أطلب أكثر؟”
وكان توم مور المولود سنة 1920 في كيلي شمال إنكلترا، قد خدم كمهندس في الجيش البريطاني في الهند وبورما وإندونيسيا خلال الحرب العالمية الثانية.
وإثر عودته من بريطانيا، بدأ المقاتل السابق العمل في شركة إنشاءات عائلية قبل أن يصبح مسؤولا في شركة للإسمنت.
وأصبح “كابتن توم” أكبر شخص سناً تتربع أغنية له على سباق الأغنيات في البلاد، وفق أكاديمية غينيس.
وقال توم مور حينها “أحفادي لا يصدقون أني تصدّرت سباق الأغنيات”.
ولدى إبلاغه عن التحضير لفيلم يروي قصته، اقترح إسناد شخصيته إلى مايكل كاين أو أنتوني هوبكينز… “شرط أن يكونا على استعداد بأن يكبّرا عمرهما” لأداء الدور.
وكان المقاتل السابق في الحرب العالمية الثانية قد حدد هدفا متواضعا خلال فترة الإغلاق الأولى في الربيع الفائت، يقضي بجمع ألف جنيه استرليني (حوالى 1400 دولار) لمساعدة هيئة الصحة العامة البريطانية إثر تدفق مرضى كوفيد-19.