تقول كوليت ماز إنها بدأت العزف على البيانو عندما كانت في الرابعة من عمرها لتجد في الموسيقى الدفء الغائب في تربيتها الصارمة.
اليوم وبعد أن بلغت 106 أعوام، لا يزال عزفها ينضح برقة بالغة وهي تجلس على البيانو، وهو واحد من أربعة في شقتها في باريس، وتلامس أصابعها الرشيقة المفاتيح وهي تتمايل على أنغام شومان وديبوسي وشوبان.
البيانو غذاء روحها
تقول ماز، وهي امرأة ضئيلة الجسم مفعمة بالحيوية، إنه “غذائي، غذاء للروح والقلب“.
ولدت كوليت ماز عام 1914 لعائلة من الطبقة المتوسطة، وتعلمت العزف على يد والدتها الصارمة بينما كان والدها يدير مصنعا للأسمدة.
ثم تابعت الدراسة في معهد باري إيكول نورمال دو موزيك في باريس، قبل أن تبدأ مشوارها الفني كعازفة في مدارس الموسيقى في العاصمة الفرنسية.
وسجلت ماز للتو ألبومها السادس الذي يضم ثلاثة من أعمال كلود ديبوسي، ومن المقرر إصداره في أبريل.
وفي العام الماضي سجلت مقطوعات لديبوسي ومؤلف موسيقي فرنسي كبير آخر هو إيريك ساتيه.
يقول ابنها الوحيد فابريس ماز، المولود عام 1949، إن والدته كانت دوما مصدر إلهام للآخرين، لا سيما خلال جائحة كورونا.
ويضيف: “تبث الأمل في أنه يمكنك أن تكون في صحة جيدة في سن 106 إذا كان لديك الشغف وتعتني بنفسك… وروح الدعابة التي تتمتع بها وحبها للحياة والمرح يجعلك تبتسم”