استراتيجية لقاحات كورونا في الاتحاد الأوروبي
بعد موجة من الانتقادات العنيفة التي وجهت الى رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين واتهامها بالفشل أو الإخفاق بتطبيق استراتيجية شفافة ومقنعة لتوفير اللقاحات الطبية ضد فيروس كورونا وسلالاته، اعترفت رئيسة المفوضية الأوروبية بوقوع أخطاء في استراتيجية الاتحاد الأوروبي لكنها دافعت في الوقت نفسه عن مبادئه الرئيسية. واعتبرت أنها أخطأت في تقدير الصعوبات المتعلقة بالإنتاج الضخم للقاحات علاوة على حدوث تأخير كبير في منح تصاريح اللقاحات. لكنها أشارت في السياق نفسه الى أن الحكومات الأوروبية كانت بحاجة الى أربعة أسابيع إضافية من أجل غرز الثقة لدى المواطنين الأوروبيين في فعالية اللقاحات، رغم أن ذلك أدى فعليا الى ابطاء عملية التطعيم الأوروبية.
فما هي واقعية الانتقادات التي وجهت من نواب داخل الاتحاد الأوروبي؟ وهل ساهم احتدام الجدل حول تأخر تسليم جرعات اللقاحات في التقليل من شفافية هذه العملية المعقدة، وكيف يمكن الربط بين تباطء حملة التطعيم الأوروبية وقرارات بعض الدول الأوروبية بتمديد الاغلاق العام على غرار ما تنوي الحكومة الألمانية أن تقوم به في الأسابيع القادمة؟
أخبار الآن وفي مطبخ أخبار الليلة ناقشت كل هذه التساؤلات مع خبير DW للشؤون الألمانية والأوروبية لؤي المدهون الذي وضع النقاط على بعض المواضيع التي كانت غامضة. المدهون تحدث عن ملابسات هذه الإخفاقات والنقاط العريضة التي أدت إلى تردي الأوضاع داخل دول الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن التخفيف من الإجراءات أو رفع الإغلاق في هذه المرحلة لن يكون قرار صائبا من قبل دول الاتحاد الأوروبي، مؤكدا ان هذا الكيان الأوروبي يعيش في المرحلة الراهنة على وقع الخطر والمخاوف من الموجة الثالثة من تعبعات فيروس كورنا.
خبير DW للشؤون الألمانية والأوروبية لؤي المدهون في لقاء خاص مع أخبار الآن، ومن خلال متابعاته لهذا الملف، قال أنه يعتقد أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين وهي سياسية ألمانية مخضرمة دافعت عن نفسها بشكل قوي ومقنع امام البرلمان الاوروبي مؤكدا أن المسؤولة الأوروبية واجهت هذه الانتقادات واعترفت ان المفوضية الأوروبية فعلا أساءت التقدرير فيما يتعلق بسرعة الإيصال أو الإيفاء بوعود شركات الأدوية فيما يتعلق بإعطاء تصاريح لهذه اللقاحات. وذكر المدهون أن اوروبا تأخرت لمدة ثلاثة الى اربع اسابيع وهي مدة حاسمة في فترة الوباء.
الخبير في DW للشؤون الألمانية والأوروبية، ذكر أن اوروبا تختلف عن دولة سلطوية وهي تكتل سياسي يجب فيه من خلال آليات اتخاذ القرار التنسيق مع 26 او 27 دولة أوروبية، واستند المدهون على تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين التي ركزت فيها على نقطة بديهية تتمثل في ضرورة عدم استئثار الدول الكبرى القوية التي لها تاثير اكبر في داخل اوروبا على مسرى القرار كذلك ضرورة ان تعامل كل الدول بنفس الرصانة ونفس العمل المسؤول
المسؤولة الأوربية رغم البراهين التي قدمتها ورغم التفسيرات إلا أنها وفق المدهون لم تستطع بكل هذا التخفيف من حدة الانتقادات، باعتبار أن الجو العام في أوروبا تحول إلى نوع من العدائية خلال الأسابيع الماضية.
المدهون الذي يتابع عن كثب الشأن الأوروبي باعتباره كذلك يعيش في دول أوروبية، تحدث عن الجو العام هناك الذي يتسم بالملل والضغوطات، كذلك أشار الخبير في DW الى وجود عدة حركات مختلفة ومتناقضة ، منها حركات تنفي خطورة هذا الوباء وحركات تروج لنظرية المؤامرة وضغوط الاقتصاد الذي يطالب بالتخفيف من اجراءت الاغلاق العام وهو عمل يعتبره السياسيون الاوروبيون غير مسؤول في هذه المرحلة.
وحول موضوع جهوزية اوروبا لإعادة فتح الاقتصاد ورفع قيود التجوال، يعتقد خبير DW للشؤون الألمانية والأوروبية لؤي المدهون ان الدول الاوروبية التي تسارعت وقامت بفتح المجال العام وتحريك عجلة الاقتصاد مثل فرنسا واسبانيا أصيبت بجائحة أكبر فيما بعد بموجة ثالثة وهذا ما يخيف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي قالت في تصريح لها داخل البرلمان الألماني أن الحكومة الالمانية التي تقودها قامت بارتكاب أخطاء خاصة في الصيف بعد ما تجاوزت ألمانيا الموجة الأولى في ابريل الماضي
ثم تساهلت في كبح جماح الجائحة وهو ما أدى في شهر اكتوبر ونهاية الصيف وبداية الخريف وقبل الأعياد إلى حدوث الموجة الثانية. والمخاوف اليوم من الموجة الثالثة. لذلك اليوم الحظر هو السائد الان على المانيا الان