ملاحقة حوالي 40 مسلحاً في نيجيريا
أعلنت قوات الأمن في نيجيريا، الخميس، أنّها تلاحق مسلحين خطفوا أكثر من 40 شخصاً من مدرسة في غرب البلاد الأربعاء، فيما روى عدد من الأهالي وأحد الناجين كيف فر الطلاب هرباً من إطلاق النار في الهجوم الذي وقع في الصباح الباكر.
وهاجم مسلحون المعهد الحكومي للعلوم في بلدة كاغارا، وهو مدرسة داخلية تقع في ولاية النيجر في أحدث عملية اختطاف جماعي في نيجيريا حيث كثّفت عصابات “قطاع الطرق” الإجرامية هجماتها.
وداهم رجال مدججون بالسلاح يرتدون زياً عسكرياً المعهد الحكومي في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، ما أسفر عن مقتل طالب واقتياد آخرين إلى غابة قريبة.
وقال محمد ساني إدريس مسؤول الاعلام في الحكومة المحلية الأربعاء إنّ المسلحين اقتادوا معهم 27 تلميذاً مع ثلاثة معلمين و12 من أفراد عائلات المعلمين.
وأضاف ساني إدريس “نبذل قصارى جهدنا لتحرير الطلاب والمعلمين”.
وتابع “نضغط عليهم. لدينا عملاء أمن يتعقبونهم. نأمل أن ننقذ الطلاب في وقت قصير”.
وأمر الرئيس محمدو بخاري (78 عاماً) قوات الأمن بتنسيق عملية إنقاذ، بحسب مكتبه.
والخميس كان الجيش والشرطة النيجيريان مدعومين بمروحية مراقبة، يقومان بعملية واسعة، حسبما قال المفتش العام للشرطة محمد أبوبكر أدامو في بيان.
في كاغارا، ناشدت العائلات الحكومة المساعدة في تحرير الضحايا ورووا تفاصيل عن هرب الطلاب من إطلاق النار بعد وصول المسلحين إلى المدرسة حيث يقيم مئات التلاميذ في مهاجع.
وقال التلميذ كيليب سامايلا لوكالة فرانس برس “سمعت الخاطفين قادمين إلى مهجعنا وبدأوا بإطلاق النار”.
وأضاف التلميذ الذي جرح في الركبة خلال فراره “الطلاب الذين كانوا في الداخل بدأوا بالركض في كل اتجاه، قالوا لنا إن لم تتوقفوا سنطلق عليكم النار”.
وقال أيوبا باوا أحد الناجين إن المسلحين تظاهروا بأنهم من الجيش، لكن الطلاب ركضوا بسرعة عندما أدركوا أنهم عصابة مجرمين.
وأضاف باوا “عندما بدأوا بالركض قفز أحد الأولاد عن جدار وأصيب بجروح، وفيما كان آخر يحاول القفز أطلقوا عليه النار ومات”.
وقال أحد الأهالي ويدعى مصطفى داودا “لا أستطيع النوم منذ الحادثة، أرجوكم انقذوا ابني”.
نيجيريا.. لن تدفع فدية
يأتي هذا الاختطاف الجماعي بعد شهرين من خطف مجموعات إجرامية موالية لجماعة بوكو حرام 344 فتى من مدرسة داخلية في كانكارا في ولاية كاتسينا المجاورة في نيجيريا، مسقط رأس بخاري، بينما كان الرئيس يزور المنطقة.
وأطلق سراح التلاميذ بعد مفاوضات مع السلطات، لكن هذه العملية أثارت غضباً وأعادت إلى الاذهان اختطاف بوكو حرام تلميذات نيجيريات في دابشي وشيبوك.
ولم يطلب الخاطفون فدية لإطلاق سراح مخطوفي كاغارا، كما لن تدفع السلطات أي مبلغ لإعادتهم، بحسب إدريس.
وهاجم مسلحون بلدة غورمانا، وهي بلدة أخرى في ولاية النيجر، ليل الأربعاء، ما أسفر عن مقتل شخصين واختطاف آخرين، حسبما أكد المتحدث باسم وكالة الطوارئ في ولاية النيجر إبراهيم أودو حسين.
وبالإضافة إلى هذه الجماعات المسلحة، تواجه أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان تحديات أمنية هائلة.
فشمال شرق البلاد يعاني من تمرد متشدد منذ عشر سنوات تسبب بأزمة إنسانية كبيرة. ويشهد وسطها عدداً متزايداً من النزاعات الدامية على الأراضي بين رعاة الماشية والمزارعين.
ويعتقد أن مجموعات “قطاع الطرق” تختبئ في مخيمات في غابة روغو الممتدة بين ولايات زمفارا وكاتسينا وكادونا والنيجر. ورغم انتشار القوات النيجيرية فإن الهجمات الدامية مستمرة.
وغالباً ما تكون دوافع العصابات مالية ولا يُعرف إن كانت لديها دوافع عقائدية.
لكن، هناك قلق متزايد من تسلل متشددين إلى صفوفها من شمال شرق البلاد حيث يخوضون منذ حوالي عقد من الزمن تمرداً من أجل إقامة دولة إسلامية أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص وامتد إلى الجوار في النيجر وتشاد والكاميرون.