تراجع عن قرار ترامب بشأن إثيوبيا
أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنّها لم تعد بعد الآن تحجب المساعدات المقدّمة إلى إثيوبيا، متراجعةً بذلك عن قرار اتّخذته الإدارة الأمريكيّة السابقة، غير أنّها أعربت في الوقت نفسه عن أملها في حلّ دبلوماسي بشأن سدّ النهضة يشمل مصر والسودان.
وفي أيلول/سبتمبر، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعليق مساعدات بقيمة 272 مليون دولار مخصّصة لـ إثيوبيا التي اتُهمت بالتعنّت في وقتٍ فشلت المحادثات التي رعتها واشنطن بشأن سدّ النهضة.
من جهتها، تُعيد إدارة الرئيس جو بايدن النظر في موقفها من مشروع السدّ الذي تعتبره مصر والسودان تهديداً وجودياً لهما، غير أنّها أشارت إلى أنّها لم تَعد تربط بين المشروع وبين المساعدات العامّة التي تُقدّمها.
وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة نيد برايس إنّ “الولايات المتحدة قرّرت أن تتوقّف عن ربط التعليق الموقّت لمساعدات محدّدة لإثيوبيا بالموقف الأمريكي بشأن سدّ النهضة”.
وأضاف “نُواصل دعم الجهود المشتركة والبنّاءة لإثيوبيا ومصر والسودان توصّلاً إلى اتّفاق بشأن” السدّ.
إثيوبيا.. تحذيرات سودانية من خطة ملء السد
وحذّرت الخرطوم أوائل شباط/فبراير بأنّ خطّة أديس أبابا لبدء المرحلة الثانية من خطّة ملء سدّها على النيل يشكّل “تهديداً مباشراً” لأمنها القومي.
ومنذ نحو عقد، تتفاوض السودان ومصر وإثيوبيا حول إدارة وملء خزان سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، لكن من دون التوصّل إلى اتّفاق.
وسيكون المشروع الذي أطلِق عام 2011 أكبر منشأة كهرمائية في إفريقيا في حال اكتماله. وتخشى دولتا المصبّ، السودان ومصر، أن يُهدّد السدّ منشآتهما.
ويقترح السودان وساطة الأمم المتحدة والاتّحاد الإفريقي والولايات المتحدة لحلّ هذه القضية. وكانت آخر جولة تفاوضيّة بين أطراف النزاع قد أخفقت.
وأشار برايس إلى أنّ استئناف المساعدات سيكون مشروطاً بعوامل أخرى غير محدّدة، ولكنّ المساعدات الإنسانيّة ستكون مستثناة من ذلك.
وأعربت إدارتا بايدن وترامب عن قلقهما حيال الوضع الإنساني في إقليم تيغراي حيث شنّ رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد هجوماً في تشرين الثاني/نوفمبر. وأودى الصراع هناك بحياة الآلاف وفق مجموعة الأزمات الدولية، وتسبب في فرار عشرات آلاف اللاجئين إلى السودان المجاور.
أكد السودان، الخميس، أن سفيره سيعود غداً إلى أديس أبابا بعد مشاورات بشأن علاقات البلدين جاء ذلك بعد استدعائه من إثيوبيا، على وقع التوترات الأخيرة
وكانت الحكومة السودانية استدعت سفيرها في العاصمة الإثيوبية بغرض التشاور، في ظل تصاعد التوتر والخلافات بين البلدين، حسب ما أفاد مسؤول سوداني، أمس الأربعاء.
وقال منصور بولاد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية لوكالة فرانس برس: “استدعى السودان سفيره لدى أديس أبابا بغرض التشاور حول العلاقات بين البلدين”.
كما أضاف أن استدعاء السفير هو إجراء دبلوماسي متعارف عليه “عندما تكون هناك تطورات في علاقات أي بلدين”. وأشار إلى أن السفير سوف يعود إلى مقر عمله عندما تقرر وزارة الخارجية اكتمال المشاورات معه.
زيادة حدة التوتر
أتت خطوة السودان بعد زيادة حدة التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا حول منطقة “الفشقة” الزراعية على حدود الدولتين، والتي يؤكد السودان ملكيتها فيما يزرعها إثيوبيون.
وتبادل الطرفان الاتهامات بالقيام بعنف داخل حدود كل منهما.
ففي حين اتهم السودان قوات إثيوبية “بالاعتداء على أراضيه”، ادعت إثيوبيا عبور قوات سودانية إلى داخل حدودها، الشهر الماضي.
فيما حظرت الخرطوم حركة الطيران فوق ولاية القضارف في شرق البلاد، والتي تتبع لها “الفشقة” بعدما زعمت تحليق طائرة عسكرية إثيوبية داخل حدود السودان.
الفشقة وتيغراي مناطق الصراع
يشار إلى أن منطقة الفشقة التي تثير التوتر بين البلدين منذ سنوات تتاخم إقليم تيغراي الإثيوبي الذي يشهد قتالا ومعارك ضد الحكومة المركزية الإثيوبية منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وأدى هذا القتال إلى فرار أكثر من 60 ألف لاجئ إثيوبي إلى السودان.
ملف سد النهضة
إلى ذلك، تزامن ارتفاع وتيرة التوتر مع خلافات بين البلدين إضافة إلى مصر حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق ويمثل بعض المخاطر بالنسبة للقاهرة والخرطوم.
ووصف السودان مطلع هذا الشهر قيام إثيوبيا بالملء الثاني لبحيرة السد دون التوصل إلى اتفاق “بالتهديد المباشر لأمنه القومي”.