قضية نافالني.. الاتحاد الأوروبي يقر عقوبات جديدة بحق روسيا
قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، اعتماد عقوبات جديدة محددة ضد المسؤولين عن الملاحقات القضائية التي طالت المعارض الروسي أليكسي نافالني، كما أفاد عدد من الدبلوماسيين وكالة فرانس برس.
وقال الدبلوماسيون إنه تم التوصل الى “اتفاق سياسي” لفرض عقوبات جديدة محددة خلال الاجتماع، وتم تكليف وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل اقتراح لائحة أسماء مسؤولين روس لفرض عقوبات عليهم.
وشملت العقوبات 4 مسؤولين روس لهم صلة بقضية المعارض أليكسي نافالني.
كما أبدى الاتحاد الاوروبي استعداده لفرض عقوبات على المجموعة العسكرية البورمية إثر الانقلاب الذي نفذته وفرض عقوبات على 19 مسؤولا فنزويليا.
وعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ال27 اجتماعا في بروكسل لبحث جدول أعمال مشحون يشمل أيضا محادثات عبر الفيديو مع وزير الخارجية الأمريكي الجديد انتوني بلينكن.
وقال دبلوماسيون في بروكسل إنه تم التوصل الى “اتفاق سياسي” لاستخدام نظام العقوبات الجديد المرتبط بحقوق الانسان للمرة الاولى من أجل معاقبة أربعة مسؤولين روس كبار ضالعين في سجن نافالني والقمع ضد أنصاره.
وأوضحوا أن العقوبات لن تشمل أيا من الاثرياء النافذين المقربين من السلطة. ولم يعط الدبلوماسيون أي تفاصيل حول أسماء المسؤولين الذين سيستهدفون بتجميد أصولهم وحظر السفر.
وسيتعين على وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل أن يضع رسميا لائحة باسماء الاشخاص الذين ستفرض عليهم العقوبات في الأيام المقبلة، كما قال دبلوماسي كبير.
وتشدد الموقف حيال روسيا بعد زيارة بوريل الى موسكو هذا الشهر والتي انتهت بنكسة كبرى مع قيام الكرملين بطرد دبلوماسيين أوروبيين.
وسبق أن فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على روسيا بعد قيامها بضم شبه جزيرة القرم في 2014 وبسبب دورها في اوكرانيا.
وفي تشرين الاول/اكتوبر وضع الاتحاد ستة مسؤولين على اللائحة السوداء بسبب تسميم المعارض اليكسي نافالني بغاز الاعصاب نوفيتشوك في آب(اغسطس).
وقد قالها المعارض الروسي أليكسي نافالني صراحة إلى النواب الأوروبيين في تشرين الثاني(نوفمبر) 2020 خلال علاجه في ألمانيا بعدما تعرض للتسميم في روسيا “على الاتحاد الأوربي أن يستهدف المال والنخبة القريبة من السلطة وليس النخبة السابقة بل الجدد، دائرة بوتين الضيقة”.
وأضاف “طالما أن يخوت (عليشار) عثمانونف لا تزال راسية في برشلونة أو موناكو، ما من أحد في روسيا أو الكرملين سيأخذ العقوبات على محمل الجد”.
واعتمد البرلمان الأوروبي قرارا بهذا الشأن إلا أنه ليس ملزما للدول الأعضاء.
وأوقف أليكسي نافالني لدى عودته إلى موسكو في كانون الثاني/يناير وصدرت في حقه منذ ذلك الحين إدانات قضائية. ويندد الاتحاد الأوروبي بتسييس القضاء ويطالب بالافراج عنه.
العقوبات على بورما وفنزويلا
بعيد بدء الاجتماع أصدر الوزراء بيانا حول بورما قالوا فيه إن “مجلس (وزراء الخارجية) يؤكد أن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لإقرار تدابير مقيّدة تستهدف بشكل مباشر المسؤولين عن الانقلاب العسكري ومصالحهم الاقتصادية”.
وأطاح انقلاب 1 شباط(فبراير) بالحكومة المدنية وتشهد البلاد منذ ذلك الحين تظاهرات احتجاج وحملة عصيان مدني تؤثر على عمل مؤسسات الدولة والاقتصاد.
وطالب الوزراء الأوروبيون أيضا بـ”خفض تصعيد الأزمة الحالية من خلال الإنهاء الفوري لحال الطوارئ” وإعادة الحكومة المدنية إلى الحكم والإفراج عن السجناء من بينهم الزعيمة أونغ سان سو تشي.
من جانب آخر، اتفق الوزراء على فرض عقوبات على 19 مسؤولا في نظام رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو لدورهم في أعمال وقرارات تقوض الديموقراطية وسيادة القانون في هذا البلد، وفق ما أعلن في بيان رسمي.
والقرار الذي صادق عليه وزراء خارجية الاتحاد خلال اجتماعهم الاثنين، يرفع إلى 55 العدد الإجمالي للمسؤولين وكبار الموظفين في حكومة مادورو الذين فرض عليهم الاتحاد الأوروبي عقوبات تتضمن منع الحصول على تأشيرة دخول وتجميد أصول في دول الاتحاد.
أوضح البيان أن “هذه الإجراءات الموجهة وُضعت بحيث لا يكون لها عواقب إنسانية سلبية أو تبعات غير مقصودة على السكان الفنزويليين ويمكن إلغاؤها”.
ويبحث الوزراء كذلك في الإجراءات المعتمدة حيال القمع في هونغ كونغ حيث تعيد الصين النظر بمبدأ “بلد واحد ونظامان”. وقال دبلوماسي أوروبي “سندرس الخطوات الإضافية التي يمكننا اعتمادها”.
وقد تفرض عقوبات أيضا على بيلاروس بسبب التوقيفات والمضايقات التي يتعرض لها الصحافيون فيها. وفرضت ثلاث دفعات من العقوبات ضد النظام البيلاروسي حتى الآن وادرج الرئيس الكسندر لوكاشنكو على القائمة السوداء من دون أي نتيجة حتى الآن فيما يعزز دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلني، النظام في مينسك.
ويرتقب ان تركز المحادثات الأولى عبر الفيديو مع وزير الخارجية الأمريكي الجديد على التعاون حول سلسلة مواضيع من روسيا الى الصين وصولا الى مسألة اعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي الايراني.