تحية الأصابع الـ3.. إشارة تحولت إلى شعار تبناه المتظاهرون في ميانمار
تتواصل الاحتجاجات في ميانمار ضدّ الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش في الأول من شباط/فبراير الماضي.
ووسط ذلك، تستمر عناصر الجيش بمواجهة المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في سبيل تفريقهم، وهو الأمر الذي أسفر عن إصابة ومقتل العشرات.
ويقول سوانغ مونغ هلاينغ، وهو مواطن من ميانمار، لـ”أخبار الآن“، إنّ “المتظاهرين العزّل والمدنيين في ميانمَار يقتلون ويضطهدون على الطريق علانية، والعالم يراقب بشكل أعمى. في ميانمار لا تحترم قوات الأمن حقوق الإنسان، فقد ألقي القبض على الآلاف من الناشطين والقادة”.
ويضيف: “بصفتي مواطناً من ميانمَار لا يمكنني البقاء بعد الآن تحت سيطرة الحكم العسكري الوحشي، نحن جميعاً لا نلتزم بالإنقلاب. نحن نقاتل من أجل الديمقراطية الحقيقية في البلاد، وسنواصل القتال حتى نحصل على الديمقراطية. لقد أعلنا الجنرال مين أونغ هلينج وزملاءه العسكريين إرهابيين، يقتلون مدنيين أبرياء منذ عقود، إنه المسؤول عن كلّ نزاع طائفي حدث في بلدنا”.
وخلال التظاهرات، برزت بين المحتجين تحية الأصابع الـ3 التي تم اعتبارها بمثابة شعارٍ لتحركاتهم، والتي ترمز أيضاً إلى مقاومة الانقلابيين.
ومع هذا، فإنّ هذه التحية أصبحت رمزاً للمقاومة والتضامن مع الحركات الديمقراطية عبر جنوب شرق آسيا.
First Thailand, now Myanmar: Asia protesters borrow from 'Hunger Games' https://t.co/gwcHq4Vjjn pic.twitter.com/aus1XQYbKL
— Reuters (@Reuters) February 3, 2021
قصة تحية الأصابع الـ3 التي برزت في ميانمار
ووفقاً للتقارير، فإنّ تحية الأصابع الـ3 مستوحاة من سلسلة أفلام “مباريات الجوع”، وقد اعتمدها العاملون المحتجون في القطاع الصحي في ميانمَار، وذلك قبل أن تنتقل إلى الأشخاص الآخرين الذين شاركوا في التحركات. وفعلياً، فقد بات الكثير من الشباب يتبنون هذه التحيّة، حتى أنّها وصلت أيضاً إلى كبار السن الذين قد لا يعرفون المعنى أو المغزى منه. وواقعياً، أصبحت هذه التحية إشارة رئيسية للاحتجاجات الضخمة التي تشهدها ميانمار.
وقاربت مجلّة “لي بوان” الفرنسية مسألة هذه الإشارة، مشيرة إلى أنّ وجه الشبه بين احتجاجات ميانمار وسلسلة “مباريات الجوع” يكمن في كون الشباب في هذه السلسلة ثاروا على القوة التي جسدها الدكتاتور الرهيب زعيم البلد الخيالي كوريولانوس إسنو. أما في ميانمار، فإن المشهد يتكرر ويبرز بقوّة، عندما اندفع الناس وخصوصاً الشباب للانتفاضة ضدّ الانقلاب العسكري، مطالبين بالديمقراطية قبل أي شيء.
وظهرت تلك الإشارة عقب انقلاب الجيش وتوليه السلطة، وقد نفذ حشد من المتظاهرين الشباب تحركاً أمام مركز للتسوق تعبيراً عن عدم رضاهم مما حصل.
وفي السياق، قال الناشط التايلاندي سيراويث سيريتيوات (28 عاماً) والذي كان يشارك في التحرك: “بدأ أحد الأشخاص بالتحية، فقلّده الآخرون، وسرعان ما تحوّلت إشارة اليد إلى رمزٍ لمناهضة الانقلاب”.
وتؤكد “لي بوان” أنّ هذا الشعار في ميانمار برز بقوة، موضحة أن استخدامه هناك أمرٌ مثير للاهتمام، لافتة أيضاً إلى أنه قبل وصوله إلى ميانمار، برز بشكل واضح في شوارع تايلند بعد انقلاب 2014، قبل أن يحظره المجلس العسكري هناك. كذلك، فإنّ هذا الشعار انتشر بين المحتجين في هونغ كونغ المطالبين بالديمقراطية وذلك خلال الاحتجاجات التي شهدتها المدينة خلال تظاهرات 2019 و 2020.
شاهد أيضاً: قاد الانقلاب الـ3 في ميانمار.. فمن هو “كابوس” الروهينغا؟