التلوث يضرب منطقة تونسية والأهالي يواجهون الأمراض.. الواقع صعب
نشر موقع “codastory” الالكتروني تقريراً يسلط الضوء على كارثة بيئية تضرب مناطق الساحل التونسي بسبب التلوث الصناعي الذي أدى إلى أمراض السرطان لدى السكان.
ونقل الموقع قصّة مواطنٍ يُدعى عبدالله نوري من بلدة غنوش الواقعة على البحر الأبيض المتوسط في منطقة قابس الساحلية التونسية.
ويشيرُ عبدالله إلى أنه تم تشخيص إصابته بمرض السرطان عام 2018، وقد منعته حالته الصحية وعلاجه من الخروج من المنزل.
ولفت نوري إلى أن مشاكله الصحية ناجمة عن التلوث من المصانع الموجودة في المنطقة، معتبراً أنها ساهمت في تدمير صحته.
وتقوم مصانع في قابس بمعالجة الفوسفات الخام، وهي تطلق انبعاثات سامة في الهواء. ووسط ذلك، فإن المنطقة الساحلية تتضررت بشكل هائل وكبير بسبب النشاط الصناعي هناك، إذ أنها كانت في السابق واحة ساحليّة ومجتمعاً زراعياً.
وكانت هذه المنقطة مقصداً للسياح في الماضي، إلا أن كل ذلك ضاع مع الوقت عندما حولت الحكومة إلى المركز الرئيسي لصناعة الفوسفات في تونس.
وفي الواقع، فإنّ التلوث الصناعي يدمّر المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم من فرنسا إلى الهند. وفي المغرب، وهي دولة أخرى غنية بالفوسفات في شمال إفريقيا، فقد أبلغ عمال مصانع الكيماويات عن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسرطان، كما عانى المزارعون المحليون من نضوب المحاصيل.
ووفقاً لـ”codastory”، فإنّ موضوع التلوث في تونس وآثاره على البيئة والصحة العامة، قد تم تجاهله منذ فترة طويلة في قابس. وفي ظلّ حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، كان الناس يخشون من عواقب الحديث عن ذلك، وقد أحبطت الدولة بشكل روتيني جهود إجراء الدراسات.
ووسط ذلك، فإنّ التلوث وتمركز المصانع في تلك المنطقة الساحلية ساهم في ضرب الصيد، وهو الأمر الذي أثر على حياة ومعيشة الصيادين. كذلك، ساهم تلوث الهواء في انخفاض أعداد الطيور، في حين توالت الشائعات بين السكان المحليين حول انخفاض معدلات الخصوبة.
تونس تنجو من كارثة.. سيناريو انفجار بيروت كاد يتكرر
وإزاء هذا الأمر، كانت المطالبات كثيرة لتفكيك تلك المصانع الضارة بالبيئة ونقلها بعيداً عن المناطق العمرانية وقد ازدادت هذه الدعوات بشكل أكبر بعد انفجار في مصنع الاسفلت بالمنطقة قبل أيام قليلة، والذي أدى إلى مقتل 5 عمال وإصابة آخر بحروق.
وفي حين أن السلطات التونسية فتحت تحقيقاً بالحادث، فقد تبين أن المؤسسات الصناعية في قابس تحتوي على مواد خطرة.
ولهذا، فقد دعا مسؤولون إلى تعزيز تجهيزات السلامة في المؤسسات الصناعية، كما أن الحادث الأخير يستوجب مراجعة معايير الصيانة والسلامة في المنطقة الصناعية بأكملها حتى لا يتكرر الانفجار الذي كاد يعرض قابس لسيناريو مشابه لكارثة انفجار مرفأ بيروت، إذ أن نشاط المعامل في المنطقة يشمل مواداً كيميائية خطرة فضلاً عن وجود مصنع للغاز ومجمع كيميائي.
سوريا… سنوات الصراع والحرب قضت على معالم أثرية عريقة
لم تغيّر عشر سنوات من الحرب وجه سوريا عبر تدمير حاضرها وتهديد مستقبل شعبها فحسب، بل أتت على معالم أثرية عريقة وقضت على تراث رمزي ثمين من دون رجعة.