شريانٌ حيوي.. تفاصيل هامة عن تأثير قناة السويس على حركة الشحن العالمية
ذكرت وكالة “بلومبيرغ” أنّ تكلفة الشحن البحري زادت كثيراً بعد اغلاق قناة السويس على خلفية جنوح سفينة حاويات عملاقة داخلها، يوم الثلاثاء الماضي.
ويرى الخبراء أنه ما زال صعباً حتى الآن تقييم الخسائر التي سيتكبدها الاقتصاد العالمي بسبب حادثة قناة السويس، مع العلم أنّ تسليم بضائع ومنتجات نفطية تزيد قيمتها عن 10 مليارات دولار قد تأخر حتى الآن، في حين ساهمت الأزمة في زيادة تكلفة الشحن البحري.
وفي حال بقيت القناة مغلقة لعدة أسابيع، فقد يتم إرسال البواخر التي تنقل النفط والمنتجات النفطية من الشرق الأوسط إلى أوروبا إلى طريق بديل، حول رأس الرجاء الصالح.
ووفقاً لـ”بلومبيرغ”، فإنّ تكلفة الإمدادات في هذه الحالة سترتفع بما لا يقل عن 300 ألف دولار، وهو مقدار الوقود الذي يجب دفعه لكل ناقلة لتغطية مسافة 9.65 ألف كيلومتر.
أزمة الحاويات العالمية تتفاقم بسبب السفن العالقة بقناة السويس
ووسط ذلك، قالت مصادر بقطاع الشحن إن توقف حركة المرور بقناة السويس يؤدي إلى تفاقم مشكلات خطوط النقل البحري التي تواجه بالفعل اضطراباً وتأخيرات في توريد السلع للمستهلكين، بحسب وكالة “رويترز“.
وتعاني شركات شحن الحاويات، التي تنقل شتى بضائع متاجر التجزئة من الهواتف المحمولة والملابس إلى الموز، منذ شهور بسبب جائحة فيروس كورونا وزيادة الطلب مما زاد نقاط الاختناق بقطاع الخدمات اللوجستية في أنحاء العالم.
وفي أحدث تحدّ، قالت المصادر إن أكثر من 30 سفينة حاويات تعجز عن الإبحار بعد جنوح السفينة إيفر جيفن البالغ طولها 400 متر في قناة السويس، لتتوقف حركة العبور.
وبدورها، قالت جوانا كونينجز، كبيرة الاقتصاديين في “آي.إن.جي”: “في الوقت الذي تتعرض فيه سلاسل الإمداد لضغوط، تغلق سفينة حاويات ضخمة واحدا من المسارات الرئيسية للتجارة العالمية. مع عكوف هيئة قناة السويس على تحرير القناة، يزداد التكدس، ومدخلات الإنتاج العالقة ستؤثر على سلاسل الإمداد”.
كذلك، قالت “إم.إس.سي” السويسرية، ثاني أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، إن جميع سفن الحاويات الرئيسية تأثرت بالتوقف في قناة السويس.
وأضافت الشركة في بيان: “كمستخدم منتظم للقناة، تتابع إم.إس.سي الموقف عن كثب لمعرفة التطورات في حالة الحاجة إلى أي خطط طوارئ للأسطول أو شبكة الخدمات ولمعرفة مدى تأثر دورة الحاويات في سوق تواجه صعوبات. على زبائن إم.إس.سي الذين ينتظرون شحنات عبر القناة في الأيام المقبلة الاستعداد لتغييرات محتملة في الخطط”.
من جهتها، أعلنت شركة “كبلر” لتحليل البيانات الجمعة، أن 7 ناقلات غاز طبيعي مسال حولت مسارها بعيداً عن قناة السويس بعد تعليق حركة الملاحة فيها، وفق “رويترز”.
وقالت ريبيكا شيا المحللة في كبلر إن “3 ناقلات جار تحويلها نحو المسار الأطول حول رأس الرجاء الصالح”، مشيرة إلى أن “غالبية الناقلات التي حولت مسارها تتجه الآن إلى أماكن أخرى بعدما كانت وجهتها في الأساس هي قناة السويس”.
التأثير عن نقل البضائع من آسيا إلى أوروبا قد يزيد
إلى ذلك، كشفت مصادر تجارية وبقطاع الشحن إن التأثير على نقل البضائع من المصنعين في آسيا إلى المشترين في أوروبا قد يزيد، وذلك اعتماداً على مدى استمرار التأخيرات في قناة السويس.
وقال ليون ويلمز المتحدث باسم ميناء روتردام، أكبر منافذ أوروبا، إن الطلب على الخدمات اللوجستية كان يفوق القدرة بالفعل من قبل واقعة قناة السويس، وأضاف: “إن جميع موانئ غرب أوروبا ستتأثر”.
أما أنتويرب، وهو ميناء رئيسي آخر في أوروبا، فيواجه بالفعل منذ شهور زيادة في الوقت اللازم لتقديم الخدمات اللوجستية للحاويات، بحسب ما قال رئيسه التنفيذي جاك فاندرمايرن لـ”رويترز”، وأضاف: “يعاني الجميع عندما تواجه اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية تلك”.
وقالت مصادر بقطاع الشحن إن أي تأخيرات عالمية أخرى ستتسبب في مزيد من الضغوط على الموانئ الأمريكية التي تعاني بالفعل من تأخر في مناولة أكثر من 90 سفينة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أفادت بيانات من “ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس كونتينرز” أن تكلفة شحن البضائع من آسيا إلى الساحل الشرقي الأمريكي ارتفعت إلى أكثر من 5 آلاف دولار لكل وحدة مكافئة طول 40 قدما، مقارنة مع ألفين و775 دولاراً في مارس/آذار من العام الماضي. كذلك، ارتفعت أيضاً أسعار الشحن إلى الساحل الغربي.
وخلص تحليل أجرته منصة الخدمات اللوجستية “بروجكت-44” إلى أن سفن الحاويات تواجه أوقات انتظار وتفريغ أطول في موانئ الساحل الغربي مقارنة مع أي مكان في الولايات المتحدة أو في أنحاء العالم.
ويقول المحللون إن موانئ الساحل الشرقي الأمريكي أكثر انكشافاً على أي اضطرابات في قناة السويس من موانئ الساحل الغربي.
وقالت متحدثة باسم ميناء نيويورك ونيوجيرزي على الساحل الشرقي إنه “ليس هناك تأثير حتى الآن لكن تجري متابعة الوضع عن كثب”.
وأشار آلن ميرفي الرئيس التنفيذي لشركة سي-إنتليجنس للتحليلات إلى أنّ “استمرار الإغلاق في قناة السويس سيتسبب أيضاً في تفاقم العجز العالمي الحالي في خدمات الحاويات، إذ من غير الممكن إعادة الحاويات العالقة مع السفن إلى آسيا لاستخدامها في شحنات جديدة. وبالتالي، قد يؤدي هذا إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الشحن التي تبلغ بالفعل ذرى غير مسبوق، إذ يتسابق المصدرون للحصول على القليل المتبقي من الحاويات الفارغة”.
الجدران المضادة للتسونامي إرث ضخم من كارثة 2011 في اليابان
كان يفترض أن تحمي الجدران الشاهقة المضادة للتسونامي مدينة تارو الساحلية الصغيرة من غضب المحيط، لكن الأمواج التي ضربت شمال شرق اليابان في 11 آذار/مارس 2011 دمرت الجدار الذي كان يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار وجرفت المنازل والسيارات، متسببة بمقتل 140 شخصاً وفقدان 41.