نساء أفغانستان يشعرن بالخوف من مستقبل البلاد بعد الانسحاب الأمريكي
نشرت وكالة “أسوشيتد برس” تقريراً جديداً أشارت فيه إلى أن النساء الأفغانيات يُعربن عن مخاوفهنّ من استعادة جماعة “طالبان” السلطة في أفغانستان، وذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل.
وخلال السنوات الأخيرة، كانت النساء الأفغانيات قد حظين بحرية نسبية، لكن المستقبل بالنسبة لهنّ غير واضح، خصوصاً إن “طالبان” معروفة بضربها لحرية النساء وحقوقهنّ.
وتقول محبوبة سراج، وهي ناشطة في ملف حقوق المرأة، والمديرة التنفيذية لجمعية “تنمية مهارات المرأة الأفغانية”، إن النساء يراقبن عن كثب مفاوضات السلام المتعثرة بين “طالبان” والحكومة الأفغانية، بشأن مستقبل البلاد بعد الانسحاب الأمريكي.
ولفتت سراج إلى أن “النساء يرغبن في ضمانات مكتوبة من طالبان بأنها لن تضرب المكاسب التي حققنها خلال السنوات الـ20 الماضية، كما إنهنّ يردن أيضاً من المجتمع الدولي أن يلزم الجماعة على تنفيذ التزاماتها”، وتضيف: “لست محبطة لأن الأمريكيين يغادرون أفغانستان. حان الوقت لعودتهم إلى ديارهم”، وفق ما ذكرت “أسوشيتد برس”.
ومع هذا، وجّهت سراج رسالة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وقالت: “نستمر في الصراخ والقول: بحق الله، على الأقلّ افعلوا شيئاً مع طالبان، خذوا نوعاً من الضمانات منهم. آلية تضمن حقوق المرأة”.
وكانت “طالبان” حددت في بيان، الأسبوع الماضي، نوع الحكومة التي تسعى إليها، كما تعهدت بأن النساء “يمكن أن يخدمن مجتمعهنّ، في التعليم والأعمال والصحة والمجالات الاجتماعية، مع الحفاظ على الحجاب الإسلامي الصحيح”، كما وعدت بمنح الفتيات الحق في اختيار أزواجهنّ، هو أمر يعتبر غير مقبول على الإطلاق في العديد من المنازل التقليدية والقبلية في أفغانستان، حيث يتم اختيار الأزواج من قبل الأهل.
وفعلياً، فإن بيان “طالبان” قدّم تفاصيل محدودة، ولم يضمن للنساء المشاركة في السياسة، أو التمتع بحرية التنقل، من دون مرافقة قريب ذكر.
ومع هذا، يشعر الكثيرون بالقلق من أنّ المصطلحات الغامضة التي استخدمتها “طالبان” في قائمة وعودها مثل “الحجاب الصحيح” أو ضمان الحقوق “المنصوص عليها في الشريعة”، تمنحها هامشاً واسعاً لفرض تفسيرات متشددة.
بدورها، قالت سلطانة كريمي (24 عاماً)، التي تعمل في المكياج وتصفيف الشعر في صالون تجميل لللسيدات في كابول: “مع عودة طالبان، سيشهد المجتمع تحوّلاً، ويُدمّر. ستدفع النساء إلى الاختباء، ويُرغمن على ارتداء البرقع، للخروج من منازلهن”.
من جهتها، قالت تاميلا بازمان إنها لا تريد “عودة أفغانستان القديمة”، وأضافت: “إذا علمنا أننا سنحصل على السلام، فسنرتدي الحجاب أثناء العمل والدراسة، ولكن يجب أن يكون هناك سلام”.
شاهد أيضاً.. الصين تقيد حرية الصحافة في هونغ كونغ