بايدن: آمل في انتهاء العنف الإسرائيلي الفلسطيني عاجلاً وليس آجلاً

بايدن يتطلع أن تنتهي الاشتباكات العنيفة مع الفلسطينيين قريباً

عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، بعد محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن الأمل في أن تنتهي الاشتباكات العنيفة مع الفلسطينيين قريباً.

وقال بايدن للصحافيين “أجريتُ محادثة مع نتانياهو منذ وقت ليس ببعيد”.

وأضاف “أتطلع وآمل في انتهاء ذلك (العنف) عاجلاً وليس آجلاً، لكنّ لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها عندما تستهدف آلاف الصواريخ أرضها”.

التصعيد متواصل لليوم الثالث بين إسرائيل وغزة

ارتفع عدد القتلى في اليوم الثالث من التصعيد العسكري بين غزة وإسرائيل الأربعاء، مع إطلاق إسرائيل لسلسة غارات جديدة على غزة، كما أطلقت حماس والجهاد الإسلامي على إسرائيل دفعات جديدة من الصواريخ.

وعلى الرغم من الدعوات من كل أنحاء العالم لوقف التصعيد، لا مؤشرات تهدئة حتى الآن، وفق فرانس برس.

ارتفاع حصيلة القتلى جراء التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني

وارتفع عدد القتلى في مدينة غزة إلى 65، بينهم 16 طفلا. ووصل عدد الجرحى إلى 365، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

في إسرائيل ارتفع عدد القتلى هناك منذ الاثنين إلى سبعة وأكثر من مئة جريح بينهم طفل.

وقالت القسام الجناح العسكري لحماس إنها “قصفت (مدن) عسقلان ونتيفوت وسديروت بمئة وثلاثين صاروخاً رداً على قصف برج الشروق (مبنى مكون من 14 طابقا)، وكردٍ أولي على اغتيال ثلة من قادة القسام”.

كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي إطلاق أكثر من مئة صاروخ في اتجاه إسرائيل، وفق بيان صادر عنها.

ويضم برج الشروق الذي دمر بكامله مكاتب تلفزيون الأقصى وإذاعة صوت الأقصى التابعين لحماس التي تسيطر على غزة.

وأكدت حماس، الأربعاء، مقتل عدد من قادتها.

3 قتلى في الضفة الغربية

كما قتل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية في مواجهات مع قوى أمن إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي خلال صدامات منفصلة اندلعت في جنين وقرب مدينة الخليل. وكان ضابط مخابرات فلسطيني قتل الثلاثاء برصاص إسرائيلي بالقرب من مدينة نابلس.

وبدا الشارع الذي يقع فيه برج الشروق كساحة حرب بعد الغارة، وسط تصدع سفلت الطريق وركام البرج وتضرر الأبنية المجاورة، بينما كانت بقايا دخان أسود تتصاعد من المكان.

وتواصلت الغارات طيلة يوم الأربعاء على أهداف مختلفة في القطاع المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص، واستهدفت مراكز عدة لحركة حماس، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.

القصة بدأت من حي الشيخ جراح

وبدأت موجة التصعيد هذه الاثنين بعد مواجهات بين فلسطينيين وقوى الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية استمرت أياما، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بإخلاء أربعة منازل لعائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين، وتسببت بإصابة أكثر من 900 فلسطيني و32 شرطيا إسرائيليا بجروح.

فشل جديد في مجلس الأمن

وعلى الرغم من تحذير مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند الثلاثاء من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحماس المسيطرة على غزّة سيُفضي إلى “حرب شاملة”، فشل مجلس الأمن الدولي الذي عقد الأربعاء اجتماعا طارئا هو الثاني خلال ثلاثة أيام حول التصعيد في الشرق الأوسط، مجدداً في تبني إعلان مشترك، وفق ما نقل دبلوماسيون.

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس “بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يظهر مجلس الأمن قلقه من خلال الاجتماع، ولا حاجة للمزيد”.

وقال دبلوماسي آخر طلب أيضا عدم كشف هويته “لا يبدو أن الولايات المتحدة تعتبر أنّ إصدار بيان يساهم في وقف التصعيد”.

واشنطن توفد مبعوثا إلى الشرق الأوسط.. وتدعو مجددا إلى “إنهاء العنف”

وكرر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعوته إلى “إنهاء العنف”.

وصرح في وقت سابق أن واشنطن ستوفد مبعوثا إلى الشرق الأوسط لحضّ الإسرائيليين والفلسطينيين على “التهدئة”. ودعا إسرائيل إلى بذل “كل ما بوسعها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء “الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم (…) يمكننا التحدث عن هدنة عندما نحقق هذا الهدف فقط”، في إشارة واضحة إلى ضرورة وقف حماس تهديداتها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وبدأت الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة الاثنين بعد إطلاق دفعات من الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

الاشتباكات تمتد إلى مناطق أخرى

وكان العنف امتد مساء الثلاثاء و(تجدد الأربعاء) إلى عدد من البلدات العربية الإسرائيلية، في ظاهرة لم تشهدها هذه المناطق منذ سنوات، وفق فرانس برس.

في مدينة اللد المجاورة لمطار بن غوريون الدولي حيث تم تعليق الرحلات الجوية موقتا، أعلنت حالة الطوارئ بعد “أعمال شغب” قامت بها شبان فلسطينيون، على حد قول الشرطة الإسرائيلية.

كما أعلنت الشرطة فرض حظر التجوال في المدينة من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي وحتى الرابعة فجرا.

وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس الأربعاء في اللد سيارات متفحمة وكنيسا محترقا.

وتأججت الصدامات الثلاثاء في المدينة بعد مقتل فلسطيني من سكانها بالرصاص.

الأتحاد الأوروبي يدعو إلى “وقف فوري” للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية

ودعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى “وقف فوري” للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية “لتجنب صراع أوسع”، في بيان صدر عن وزير خارجيته جوزيب بوريل.

وقال بوريل إنّ “الإطلاق العشوائي للقذائف من قبل حماس وجماعات أخرى باتجاه مدنيين إسرائيليين أمر غير مقبول. مع الاعتراف بحاجة إسرائيل المشروعة لحماية سكانها المدنيين، يجب أن يكون الرد متناسبا وخاضعا لأقصى درجات ضبط النفس”.

ودعت فرنسا إلى بذل كل الجهود الممكنة لتجنب “نزاع دام”. وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في مجلس الشيوخ “شهدت مدينة غزة ثلاثة نزاعات دامية في أقل من 15 سنة. يجب بذل كل الجهود الممكنة لتجنب نزاع رابع”.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إسرائيل والفلسطينيين إلى “ضبط النفس”، وحث على “وقف التصعيد بشكل عاجل”.

ونظمت احتجاجات كبيرة تضامنا مع الفلسطينيين في عدد من دول العالم.