الإشاعات حول لقاحات كورونا تزداد
كثر الحديث في الآونة الأخيرة والإشاعات عن نظريات المؤامرة المرتبطة بفيروس كورونا وتبعاته على العالم , حيث ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تزعم أن اللقاحات المضادة لـ كورونا تعمل على خلق حقل مغناطيسي في أجسامنا، ما يزيد من مدى صدق تلك الشائعات عن وجود شرائح تعقّب مغناطيسيّة في اللقاحات. بيد أن ما سبق عارٍ عن الصحّة، فمن المستحيل أن تتسبب مكوّنات اللقاح بتفاعل مماثل.
ويظهر في مقاطع الفيديو المتداولة أشخاص يقومون بلصق قطعة مغناطيسية على ذراعهم.
ويدعي ناشرو هذه المقاطع أنها لأشخاص تلقّوا لقاح فايزر الأمريكي وأن قطعا مغناطيسية تلتصق بأذرعهم، بهدف إيهام العالم بأن اللقاح يخلق تعقباً مغناطيسياً في جسم الإنسان.
وانتشرت هذه المقاطع عبر العالم وبلغات عدة، وحذّر ناشروها من تلقّي اللقاحات لأن هدفها التعقب، على حدّ قولهم.
لكنّ الخبراء، ومنذ ظهور الجائحة قبل نحو عام ونصف العام، شددوا على التحذير من المعلومات المضللة ذات الصلة، وأدرجوها ضمن نظريات المؤامرة. إليكم ما قاله بعضهم:
مجرّد خُدع
يقول ستيفان شرانتز، وهو طبيب أمراض معدية في كليّة شيكاغو الطبيّة، إن هذه المقاطع المصورة مجرّد خدع، إذ إنه من المستحيل أن يتسبب لقاح بردّة فعل مماثلة.
وتعليقاً على هذه الفيديوهات، نشر كاتب المقالات العلمية مايك ويست مقطعاً على موقع Metabunk.org المتخصص بكشف الحقائق العلمية، بيّن خلاله كيف أن أجساماً عديدة مثل المغناطيس والقطع النقدية أو غيرها من الأشياء الناعمة الملمس قد تلتصق بأجزاء من جسم الإنسان من بينها الأنف عندما تكون طبيعة الجلد دهنيةً بعض الشيء. وقال “لو أزلنا الدهون لما التصقت هذه الأجسام”.
مكوّنات اللقاح لا يمكن أن تتسبّب بتفاعل مماثل
أما توماس هوب، وهو باحث في مجال اللقاحات وأستاذ في علم الأحياء الخلوي والتطوّري في جامعة نورث وسترن فاينبرج فقال “هذا أمر مستحيل، فاللقاح لا يحتوي على أي مكوّن قادر أن يتسبب بتفاعل مماثل. المكوّنات في اللقاح عبارة عن بروتينات ودهون وأملاح ومياه ومواد كيميائية تحافظ على درجة الحموضة”.
أضاف “أن يلتصق مغناطيس بجسم الإنسان بعد اللقاح أمر مستحيل”.
وختم توماس هوب بالقول “يتعيّن عليك وضع قطعة معدنيّة كاملة تحت البشرة حتى يلتصق عليها المغناطيس، وهذا أمر مستحيل في إبرة اللقاح”.
لا شرائح أو مواد معدنية في اللقاحات
وبحسب المنشورات التي زودت بها السلطات الصحية في الولايات المتحدة وكندا فإن لقاحات فايزر وموديرنا وجونسون&جونسون وأسترازينيكا لا تحتوي على أية مواد معدنيّة.
وتؤكد مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، هي الأخرى، بأن اللقاحات لا تحتوي شرائح تعقب، في ردّ على ما انتشر من أخبار في هذا السياق.
وسبق لفريق تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس أن نشر تقارير عدّة عالج فيها ادعاءات عن وجود شرائح تعقّب في لقاحات كورونا.