ملأ المحتجون ملعبا في العاصمة خلال التجمع الداعم للحكومة، مرددين هتافات ضد العقوبات الأمريكية وملوحين بلافتات تتهم القوى الأجنبية بالتدخل في الشؤون السيادية الإثيوبية.
وكتب على إحدى اللافتات “إثيوبيا ليست بحاجة إلى وصيّ”، فيما ندّدت أخرى بـ”التدخل الأجنبي”.
وقال رئيس بلدية أديس ابابا ادانيش ابييبي لآلاف المحتشدين “لن نرضخ”، على ما أفادت هيئة الإذاعة الإثيوبية.
وأضاف “على الولايات المتحدة وحلفائها التوقف والتفكير بحكمة وتصحيح الشروط المسبقة المفروضة على شؤوننا الداخلية”.
ونظمت وزارة المرأة والأطفال والشباب التجمع في العاصمة تحت شعار “صوتنا من أجل الحرية والسيادة”.
وكان مسؤولون توقعوا في وقت سابق أن يشارك أكثر من مليون شخص في ارجاء البلاد بينهم 100 ألف على الأقل في العاصمة وحدها.
ولم تفصح السلطات بعد عن أعداد المشاركين.
تصميم على التدخل في شؤون إثيوبيا الداخلية
ويأتي ذلك بعد أن فرضت الولايات المتّحدة الاسبوع الماضي قيوداً على منح تأشيرات دخول لمسؤولين إثيوبيين على خلفية النزاع في تيغراي.
ونددت حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد بالاجراء الأميركي الذي اعتبرته “تصميما على التدخل في شؤوننا الداخلية”، وحذرت من إجبارها على إعادة تقييم العلاقات الثنائية مع واشنطن.
وأديس أبابا حليف قديم لواشنطن، لكنّ الولايات المتّحدة تعرب عن قلقها بشكل متزايد منذ أن شنّ رئيس الوزراء الأثيوبي آبيي أحمد في تشرين الأول/نوفمبر هجوماً عسكرياً واسع النطاق على تيغراي لنزع سلاح قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم.
وأحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2019، برّر العملية العسكرية يومها بتعرّض معسكرات تابعة للجيش الفدرالي لهجمات اتّهم الجبهة بالوقوف خلفها.
وعلى الرّغم من أنّ أحمد تعهّد في بداية العملية العسكرية أن تنتهي سريعاً، إلا أنّه بعد أكثر من ستة أشهر على بدئها، لا يزال القتال مستمراً في تيغراي، في وقت يحذّر قادة العالم من كارثة إنسانية محتملة.
وحظيت القوات الفدرالية الأثيوبية في هجومها على تيغراي بدعم من قوات أرسلتها جارتها الشمالية إريتريا، وهو ما تنفيه اسمرة.
وطالب الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة آخرون بانسحاب القوات الاريترية ووقف انتهاكات حقوق الانسان.
ورفع المحتجون في اديس ابابا ايضا لافتات دعما لسد النهضة الاثيوبي، مطالبين بملء خزان السد الضخم الذي تبنيه اثيوبيا على النيل الأزرق.
وسدّ النهضة الذي بدأ تشييده عام 2011 في شمال غرب البلاد يشكّل مصدر فخر للإثيوبيين، لكنه أيضا مصدر توتر بين أديس أبابا من جهة والخرطوم والقاهرة من جهة أخرى.
وقالت إثيوبيا إنها ستمضي قدما نحو الملء الثاني لخزان سد النهضة في تموز/يوليو وآب/اغسطس، حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق مع مصر والسودان.