شارك دبلوماسيون من بعض أقوى دول العالم في مفاوضات تقنية معقدة تسعى إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، منذ أوائل أبريل.
لماذا تجري المحادثات؟
دخل الاتفاق في حالة من الفوضى منذ 2018 عندما سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بلاده منه وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران كانت قد أزيلت بموجب شروط الاتفاق، ثم وسع تلك العقوبات، مثلما حدث عندما استهدف البنك الوطني الإيراني.
رداً على ذلك، منذ عام 2019، انتهكت طهران مراراً وتكراراً الحدود النووية لاتفاقية عام 2015، وعززت بشكل مطرد مخزونها من اليورانيوم المخصب.
الآن الدول الموقعة المتبقية على الصفقة – الاتحاد الأوروبي والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة – انخرطت في ست جولات من المفاوضات في فيينا لمحاولة إعادة بث الحياة إليها.
وأرسلت كل من إيران والولايات المتحدة ممثلين إلى العاصمة النمساوية، لكنهما لم تتواصلا بشكل مباشر مع بعضهما البعض، إذ يقول الطرفان إنهما يريدان العودة إلى الاتفاق، كما تريد إيران رفع العقوبات لدعم اقتصادها المتعثر.
ما مقدار التقدم الذي تم إحرازه؟
تم إحراز تقدم بطيء ولكن ثابت. ويقول دبلوماسيون من جميع الأطراف إنهم ما زالوا يأملون في إمكانية التوصل إلى اتفاق.
لكن الدبلوماسيين أشاروا أيضًا إلى أنه مع نفاد الوقت، يتم الآن التفاوض على أكثر نقاط الخلاف حساسية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الأربعاء إن “الخلافات الكبيرة مستمرة”.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن بعض المسائل الفنية والسياسية والقانونية والعملية الدقيقة لا تزال قائمة، لكنه أصر على “عدم وجود طريق مسدود”.
وقال سعيد خطيب زاده إنه تم التوصل إلى اتفاق واسع بشأن العقوبات الأمريكية على القطاعات الصناعية الإيرانية، بما في ذلك الطاقة، وهو ما يعني بشكل أساسي منع صادرات النفط الإيرانية – وهي ضربة مدمرة للاقتصاد.
لكن النقطة الشائكة الأساسية هي إلى أي مدى ستكون الولايات المتحدة مستعدة للذهاب إذا رفعت العقوبات. تريد إيران إزالة جميع العقوبات التي فرضها ترامب ، وهو أمر تشعر إدارة بايدن بعدم الارتياح تجاهه.
ماذا عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟
لا يتوقع أن يتم التوصل إلى أي نوع من الاتفاق بحلول يوم الجمعة، عندما ينتخب الناخبون في إيران رئيسهم المقبل.
إذ كان الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني شخصية رئيسية في تشكيل الاتفاق الأولي لعام 2015، وجدير بالذكر أن المرشح الأوفر حظاً لخلافته هو إبراهيم رئيسي. في حين أنه كان ينتقد بشدة الولايات المتحدة، فقد قيل إن انتخابه المحتمل قد لا يكون له تأثير كبير على المحادثات في فيينا، ذلك لأن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي أبدى اهتمامًا بالعودة إلى الاتفاق.