“ضربة للحريّات”.. سكان هونغ كونغ مستاؤون من إغلاق “آبل ديلي”
- صحيفة “آبل ديلي” في هونغ كونغ تعرضت للاغلاق وأصدرت عددها الأخير اليوم
- الآلاف اشتروا نسخاً من العدد الأخيرة للصحيفة في هونغ كونغ
- الكثيرون اعتبروا أن ما جرى مع الصحيفة يعتبر إعلاناً واضحاً لانتهاء الحريات في المدينة
ودّعت صحيفة “آبل ديلي” الشعبية المؤيدة للديمقراطية، سكان هُونغ كونغ، وأصدرت اليوم الخميس العدد الأخير بعد توقف نشاطها إثر المضايقات الصينية لها واقتحام الشرطة لمكاتبها وتوقيف عاملين فيها.
وفي كلمات مؤثرة عبر الانترنت، قالت الصحيفة لجمهورها: “شكراً لجميع القراء والمشتركين وعملاء الإعلانات وهُونغ كونغ على 26 عاماً من الحب والدعم الهائلين. هنا نقول وداعاً، اعتنوا بأنفسكم”.
ووسط اندفاع آلاف الأشخاص لشراء العدد الأخير من الصحيفة، أعرب الكثير من الأشخاص عن ألمهم بسبب ما حصل، في حين أن الكثيرين اعتبروا أن ما جرى مع الصحيفة يعتبر إعلاناً واضحاً لانتهاء الحريات في هُونغ كونغ.
بدوره، يقول ديكسون آن جي (51 عاماً) وهو مصمم في الصحيفة: “بعد اليوم، لا توجد حرية صحافة في هُونغ كونغ. لا يمكنني رؤية أي مستقبل في هونغ كونغ. أشعر بخيبة أمل وغضب شديدين اليوم. لا أفهم لماذا أجبرت مجموعتنا المحدودة وشركتنا والصحف على التوقف عن العمل في ظل هذه الظروف”.
من جهتها، قالت سان تسانج (27 عاماً) وهي طبيبة بيطرية: “أعتقد أنها نهاية حقبة، لذا أريد الخروج وشراء نسخة من العدد الأخير لآبل ديلي، كما أنني لا أفهم لماذا لا تستطيع هونغ كونغ حتى تحمل صحيفة”.
إلى ذلك، اعتبرت ياميني ميشرا، المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في آسيا والمحيط الهادئ إنّ “الإغلاق القسري لآبل ديلي هو أكثر الأيام سواداً بالنسبة لحرية الإعلام في تاريخ هونغ كونغ الحديث”، وأضافت: “لقد تم حظر الصحيفة فعلياً من قبل الحكومة لنشرها مقالات تنتقدها”.
وأكدت ميشرا أن الاعتداء على حرية التعبير أمرٌ غير مقبول، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ “الاعتقالات التي طالت موظفي آبل ديلي ومصادرة المواد الصحفية وتجميد أصولها، ستبعث رعشة في أعماق جميع المنافذ الإعلامية العاملة في هُونغ كونغ”.
وأضافت: “ما حصل مقلق للغاية للقراء الذين يتم الآن كبح استهلاكهم لوسائل الإعلام بشكل فعال من قبل السلطات- تماماً كما هو الحال بالنسبة للناس في الصين القارية”، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز“.
ومع هذا، قال رونسون تشان، رئيس جمعية هونغ كونغ للصحفيين: “نحث الحكومة على الوفاء بوعدها بحماية حرية الصحافة والسماح للعاملين في صناعة الأخبار بخدمة هونغ كونغ من دون أي خوف. سنشعر بالقلق للغاية إذا كانت هناك عواقب لكتابة مقال. أخشى أن ذلك سيجعل المجتمع يشعر أن الناس يمكن أن يوضعوا في السجن بسبب ما يكتبونه. إن ذلك يؤدي إلى قلق على حرية التعبير في المدينة”.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أنّ “الاغلاق القسري لآبل ديلي من قبل سلطات هونغ كونغ بمثابة ضربة مروعة لحرية التعبير في هونغ كونغ”، وأضاف: “من الواضح تماماً أن المواد المنصوص عليها في قانون الأمن القومي تُستخدم كأداة لتقييد الحريات ومعاقبة المعارضين بدلاً من الحفاظ على النظام العام”.
من جهتها، تقول باربرا تريونفي، المدير التنفيذي لمعهد الصحافة الدولي إنّ “المضايقات التي تتعرض لها آبل ديلي، هي محاولة أخرى من جانب السلطات في بكين لإسكات منفذ الأخبار الناقد”، وتابعت: “إن ذلك ينتهك حق سكان هونغ كونغ في الوصول إلى الأخبار المستقلة، ويمثل خطوة أخرى نحو القضاء على حرية الصحافة في المنطقة الإدارية الخاصة”.
وفي السياق، يقول جوني كو (55 عاماً) ويعمل في إدارة المباني: “إذا لم تتمكن آبل ديلي من البقاء، فلن تكون هناك حرية صحافة. إذا فقدت مثل هذه المؤسسة القوية صوتها، أعتقد أن المؤسسات الإعلامية الأخرى ستكون خائفة أيضاً”.